في “الهول”.. الجوع يحصد أرواح العشرات سنويا!

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

تجلس السيدة “أم إبراهيم” من سكان مخيم الهول أمام بسطة صغيرة، أقامتها عند مدخل خيمتها، ووضعت عليها كميات من الملابس والأحذية “المستعملة” التي حصلت عليها من إحدى العائلات بعد مغادرتها المخيم مؤخراً، باتجاه ريف ديرالزور الشرقي، وذلك في محاولة منها لبيع الملابس وتأمين بعض الأموال، بغرض شراء الطعام لها ولأطفالها الثلاثة.

 

على الرغم من وجود عدد كبير من المنظمات الإغاثية والإنسانية الدولية والمحلية منها، في المخيم، إلا أن الجوع ما يزال يحصد أرواح عشرات الأطفال سنوياً، وذلك بحسب التقارير الصادرة عن عدد من هذه المنظمات، والتي حذرت من استمرار تدهور الأوضاع المعيشية داخل المخيم الذي يضم أكثر من 40 ألف طفل.

وبحسب مصادر طبية داخل المخيم، فإن نسبة الأطفال المصابين بأمراض سوء التغذية قد تجاوزت 34 بالمئة من عدد الأطفال الكلي في المخيم، حيث يعاني معظم هؤلاء الأطفال من الإسهال والزحار وأمراض العظام ونقص التروية، بالإضافة إلى الأمراض التي تضعف جهاز المناعة لديهم، ما يسبب وفاة عدد كبير منهم.

بينما أشارت المصادر ذاتها إلى أن عدد الأطفال الذين فقدوا أرواحهم داخل مخيم الهول للنازحين خلال العام الماضي، قد تجاوز 60 طفلاً، معظمهم لم يبلغ الخامسة من العمر، وذلك بسبب أمراض تتعلق بسوء التغذية وسوء الرعاية الصحية المقدمة من النقاط الطبية العاملة في المخيم.

إذ يحصل قاطنو مخيم الهول على سلة غذائية واحدة في كل شهر مقدمة من المنظمات الإغاثية الدولية العاملة في المخيم، ويتم توزيعها عن طريق موظفي المنظمات المرتبطة ب “قوات سورية الديمقراطية” وتحت إشراف عناصرها مباشرة، مما تسبب بسرقة كميات كبيرة من هذه المساعدات وحرمان النازحين منها.

وبحسب ما قاله قاطني مخيم الهول فإن “الحصص الغذائية التي يتم توزيعها عليهم، من قبل المنظمات الدولية تفتقر إلى المواد الغذائية الرئيسية التي تساعد في نمو الأطفال وتقوية بنيتهم الجسدية والعقلية”، مما يضطر عدد كبير من الأهالي إلى شراء هذه المنتجات من السوق المحلية وبأسعار مرتفعة جداً.

“أم أحمد”، وهي من أهالي ريف ديرالزور الشرقي، مقيمة في مخيم الهول، ذكرت أن “الطعام المقدم من قبل المنظمات الدولية لا يسمن ولا يغني من جوع، وذلك لأنه مكون من أرز ومعكرونة وبرغل وبعض البقوليات الأخرى، ولا يحتوي الألبان والأجبان واللحوم والبيض، الأمر الذي تسبب في إصابة معظم أطفال ونساء المخيم بأمراض سوء التغذية”، على حد قولها.

وقالت في حديثها لمنصة SY24: “خلال الفترة التي قضيتها في المخيم شهدت عشرات الوفيات للأطفال داخله بسبب غياب الرعاية الصحية وسوء التغذية، وعدم اكتراث العاملين في المنظمات الطبية بما يصيب المحتجزين داخل المخيم”.

 

وأوضحت أن “الجوع تسبب في وفاة هؤلاء الأطفال وحتى النساء والرجال، لأن الطعام الموزع من قبل المنظمات الإغاثية غير كافي ولا يحتوي أي قيم غذائية، كما أن أسعار اللحوم والبيض في السوق التجارية مرتفعة جداً وأغلب العائلات لا تستطيع تحمل تكلفة شرائها دورياً”.

ويتواجد داخل مخيم الهول للنازحين عدد من المنظمات الإغاثية الدولية، أبرزها: منظمة الصليب الأحمر، منظمة إنقاذ الأطفال، منظمة الهلال الأحمر الكردي، ومنظمة اليونسيف.

وتعمل جميع تلك المنظمات على تقديم المساعدات الغذائية والطبية للنازحين داخل المخيم، والذي يضم قرابة 57 ألف نسمة معظمهم من النساء والأطفال.

 

ويذكر أن المنظمات الإغاثية والطبية الدولية قد عاودت نشاطها داخل مخيم الهول للنازحين، وذلك بعد إعلانها عن إيقاف عملها في المخيم “مؤقتاً”، بعد تعرض كوادرها الطبية إلى هجمات متكررة من قبل الخلايا التابعة لتنظيم داعش، والتي تسببت في مقتل أحد العاملين وإصابة آخرين بجروح.

مقالات ذات صلة