صعدت الخلايا التابعة لتنظيم داعش من عملياتها العسكرية ضد المواقع والنقاط المتقدمة التابعة لقوات النظام وحلفائها في بادية ديرالزور الشرقية، الأمر الذي أوقع خسائر بشرية كبيرة في صفوفها.
التصعيد العسكري الأخير لداعش ضد ميليشيات إيران في دير الزور، تزامن مع تسارع الأحداث الدائرة في محيط سجن الصناعة بمدينة الحسكة، والذي ما يزال يشهد اشتباكات عنيفة بين “قوات سوريا الديمقراطية” مدعومة بقوات التحالف الدولي والطيران الحربي التابع له، وبين مئات الأسرى من داعش الذين تمكنوا من السيطرة على أجزاء واسعة من السجن والتمركز داخله منذ أيام.
إذ يحاول داعش من خلال تكثيف هجماته ضد قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية من جهة البادية السورية إثبات وجوده في المنطقة بشكل أكبر، وخلق حالة من الرعب داخل صفوف هذه القوات وإجبارها على التخلي عن مواقعها العسكرية داخل البادية السورية لصالح التنظيم.
حيث قام عناصر داعش بشن هجوم مسلح، هو الثاني من نوعه خلال أقل من 48 ساعة، على المواقع العسكرية للميليشيات الإيرانية ونقاط حراستها المتقدمة في بادية مدينة الميادين شرقي مدينة ديرالزور، ما أسفر عن مقتل وجرح عدد كبير من عناصر تلك المليشيات.
وذكرت مصادر محلية، أن عناصر من تنظيم تسللوا إلى إحدى النقاط المتقدمة التابعة لميليشيا الحرس الثوري الإيراني، مستغلين سوء الأحوال الجوية وتشكل الضباب، وقاموا بمهاجمتها بالأسلحة الرشاشة والقذائف، الأمر الذي تسبب بمقتل عدد كبير من عناصرها.
وأشارت المصادر إلى تعرض أحد المواقع العسكرية التابعة لـ “ميليشيا فاطميون الأفغانية” في بادية مدينة الميادين إلى هجوم مسلح، نفذه عناصر من تنظيم داعش يستقلون دراجات نارية، مما دفع قيادة المليشيا إلى سحب عناصرها من البادية باتجاه النقاط المتأخرة في محيط المدينة، وذلك خوفاً من تعرضهم لهجمات مسلحة أخرى خلال الأيام القادمة.
في الوقت الذي استقدمت فيه قوات النظام السوري وميليشيا الحرس الثوري الإيراني تعزيزات عسكرية ضخمة إلى محيط مدينة الميادين، وقامت بتمشيط أجزاء من منطقة الشولا ومنطقة المقابر المحيطة بالمدينة، خوفاً من تسلل عناصر التنظيم إلى الأحياء السكنية في مدينة الميادين والتحصن داخلها على غرار ما حدث في حي غويران في مدينة الحسكة.
وفي سياق متصل، هاجم مسلحون مجهولون يعتقد أنهم تابعين لتنظيم داعش رتل عسكري تابع لقوات النظام السوري على الطريق الواصل بين مدينتي السخنة وتدمر في البادية السورية، وذلك عن طريق تفجير عبوة ناسفة زرعت في وقت سابق ومن ثم مهاجمة الرتل بالأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، مما أسفر عن مقتل وإصابة عدد كبير من عناصر قوات النظام وانسحاب المهاجمين إلى عمق البادية السورية.
في حين هاجم مسلحين تابعين لتنظيم داعش مواقع ونقاط عسكرية متقدمة تابعة لمليشيا لواء القدس الفلسطيني الموالية لروسيا في بادية الرصافة جنوب غرب مدينة الرقة، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة استمرت لقرابة الساعتين قبل أن يقوم الطيران الحربي الروسي بشن عدة غارات في محيط منطقة الاشتباك، وذلك لإجبار عناصر التنظيم على الانسحاب إلى مواقعهم في عمق البادية السورية.
والجدير بالذكر أن تنظيم داعش قد زاد من وتيرة العمليات العسكرية التي ينفذها عناصره ضد قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية والروسية الموالية له من جهة البادية السورية، أو ضد “قوات سوريا الديمقراطية” والتحالف الدولي في مناطق شمال شرق سورية، وذلك بعد أن استطاع عدد من عناصره المحتجزين داخل سجن الصناعة في حي غويران بمدينة الحسكة من تنفيذ استعصاء داخل السجن، والسيطرة على أجزاء واسعة منه ومن بعض الأحياء المحيطة به منذ قرابة الأسبوع.