شهدت أسعار مواد التدفئة في مناطق ومدن الشمال السوري ارتفاعاً كبيراً، تزامن مع موجة البرد والمنخفض الجوي الذي تعرضت له المنطقة منذ أسبوع وحتى اليوم، وأثار احتكار المواد ورفع الأسعار من قبل التجار غضب واستياء الأهالي في ظل عجز كثيرين منهم عن تأمين مواد التدفئة لعائلاتهم.
يقول أهالي في مخيمات كفر لوسين شمال إدلب، إن :”أسعار البيرين والحطب وقشر الفستق ارتفعت بين ساعة وضحاها، وبات كثير منّا عاجز عن تأمين مواد التدفئة لأسرته”.
وصل سعر طن مادة البيرين وهو “ما ينتج من بقايا الزيتون” إلى 200 دولار، بعد أن كان لا يتجاوز 150 دولار، وطن الحطب 160 دولار، وهو غير جاف تماماً ومن النوعية السيئة، بينما تجاوز سعر طن قشر الفستق 230 دولار، وأكد الأهالي أن هذه الأسعار معرضة للارتفاع بين الساعة والآخرة، بسبب استغلال عدد من التجار موجة البرد، واحتكارهم مواد التدفئة ورفع سعرها.
بالعودة إلى “أبو جهاد” صاحب محل لبيع مواد التدفئة من حطب وقشر اللوزيات، ومادة البيرين، أخبرنا أن الغلاء سببه المصدر والتجار “الكبار” وهم كأصحاب محلات صغيرة غير مسؤولين عن رفع السعر وقال لنا :”إن التجار الذين يستوردون المواد من تركيا هم من يتحكمون بالسعر بحجة الضرائب المفروضة عليهم في المعابر أثناء الاستيراد، وبحجة غلاء الذي شمل جميع المواد بما فيها التدفئة.
يشكو “عماد الحموي” وهو من سكان أحد المخيمات، من جشع التجار في بيع مادة البيرين لمن يدفع أكثر، يقول في حديثه إلى منصة SY24 إن :”زيادة الطلب من قبل المنظمات وبعض الفرق التطوعية على شراء مواد التدفئة، وتوزيعها على عدد من المخيمات، استجابة لموجة البرد، جعل التجار وأصحاب معامل البيرين يستغلون الوضع ويرفعون الأسعار بشكل كبير، حيث أصبح تأمين تدفئة المنزل من أكبر همومنا”.
كما أكد الأهالي أن توزيع مواد التدفئة من قبل المنظمات والفرق التطوعية لا يغطي كامل جميع المناطق والمخيمات، وبالتالي فإن رفع أسعارها خلق أزمة كبيرة وقعت على عاتق الشريحة الفقيرة منهم، والتي لا تسكن في المخيمات وباتت تشتري مواد التدفئة بأسعار مرتفعة. كثيراً عن السابق.
تتساءل السيدة “إسراء البدوي” مقيمة في مدينة إدلب عن الفئة التي لا تقيم في المخيمات ولا تشملها حملات الاستجابة وأغلب العائلات تعيش ظروف مادية قاسية، تقول في حديثها إلينا، :”الشتاء بالنسبة للفقير بلاء! وخاصة عمال المياومة، فماذا يؤمن لأسرته، التدفئة أم رغيف الخبز، أم ثمن أجرة المنزل؟ وهو بالكاد يعمل بثلاثين ليرة فقط يومياً”.
حال “إسراء” يمثل آلاف العائلات التي تعيش في الشمال السوري، وتعاني من ارتفاع فاحش في الأسعار، تجاوزت لقمة عيشهم إلى تأمين مواد التدفئة، ولاسيما مع تدني سعر صرف الليرة التركية مقابل الدولار مؤخراً، والذي بات شماعة يعلق عليه تجار الأزمات رفع الأسعار.