شنّت ماكينات النظام الأمنية والحزبية إضافة إلى بعض الإعلاميين الموالين لرأس النظام السوري “بشار الأسد“، هجومًا غير مسبوق على الفنان السوري “عباس النوري“، متهمين إياه بإهانة وتحقير “جيش النظام“.
وطالبت هذه الماكينات، الفنان “النوري” بالخروج والاعتذار عن هذه الإهانة التي صدرت عنه خلال لقاء أجراه على إحدى محطات الإذاعية الموالية للنظام.
وذكرت ما تسمى “شعبة الغوطة الشرقية” الحزبية، بأن “النوري” خرج ليهاجم “جيش النظام“، وأنه “خرج ليتهم الجيش الذي لولاه لما كان باقي حتى الآن في منزله الفاخر، وليتهم هذا الجيش بقمع الحريات، وبأنه يرى الحريات في السعودية وقطر أفضل من الحريات في سوريا“.
وتساءلت الشعبة الحزبية في بيان لها “لكن هل يمكنه أن يعطي مثلاً عن الحريات في السعودية؟، هل هي يا ترى تكمن في تقطيع الخاشقجي أو في منع المرأة من قيادة السيارة أو الجرم الذي ينص بأن كل من يتطاول على رئيس بلدية هناك هو جرم يعاقب عليه القانون وقد يصل لحكم الإعدام؟“.
وتابعت أن “النوري” يرى أن “دخل المواطن في السلطة الفلسطينية أعلى من دخل المواطن السوري، ولكنه نسي أن السلطة الفلسطينية تعتمد بالمطلق على مساعدات بأمر أمريكي صهيوني وأحياناً بتحويلات صهيونية مباشرة“.
وطالبت الشعبة الحزبية، “النوري” بـ “التضامن مع أبناء وطنه الذين يعانون من الحصار الاقتصادي، وأن يطالب بفك الحصار وفك العقوبات الاقتصادية عن سوريا” بدلًا من إهانة “جيش النظام” والتطاول عليه، حسب تعبيرها.
وعلى الفور خرج عدد من الحزبيين التابعين للنظام لمهاجمة “النوري” وقالوا “يا عيب الشوم عليه، الوطن عرض وشرف البني آدم وهو ما أنصف وطنه ولا جيش وطنه وتناسى أن وطنه محاصر ويخوض حربًا عسكرية اقتصادية شرسة“.
وهاجم آخرون “النوري” في تمثيله وفنه الذي يقدمه على شاشة التلفزيون، واصفين إياه بـ “الغليظ!”.
أمّا ما تسمى “شعبة الحفة– فرع اللاذقية” الحزبية، فوصفت “النوري” بـ“الشخص الغبي سياسيًا“، وأضافت في بيان: “مصيبة عندما تتحول الشهرة والنجومية لغباء سياسي وحينما تضيع بوصلة الحالة الوطنية وحينما تلدغ الحية اليد التي امتدت لها ورعتها ودعمتها وساعدتها“.
وتابعت “ففي البداية أصالة واليوم عباس النوري الذي نسي كيف درس وتعلم في المدارس التي أنشأها حزب البعث، وكيف تلقى طبابته المجانية هو وعائلته وكل مواطن سوري في المستشفيات التي أنشأها حزب البعث، وكيف أكل من رغيف الخبز الذي وفره حزب البعث للفقراء والسوريين جميعا، ونسي كيف كانت سورية تسير نحو الأفضل وبصعود أفقي وكيف كانت الجامعات السورية شهادتها يمكن أن تنافس أعظم الجامعات العالمية، وكيف وضع المثقفون السوريون خريجو مدارس البعث القوانين والأنظمة للكثير من الدول الأخرى“.
وزادت “لقد نسي الاكتفاء الزراعي والصناعي وتحول سورية لبلد منتج ومصدر لكل دول العالم، وأتى الآن ليعض اليد التي رعته ويلدغها كالثعبان تماماً، وينتقد الدولة السورية وحزب البعث، لا بل وينتقد الجيش العربي السوري الذي يقر العدو قبل الصديق بقوته وعظمته ومحاربته الإرهاب نيابة عن العالم أجمع، مستغلاً الأوضاع الاقتصادية التي تحدث بسبب الحصار المفروض على سورية.. بالختام عيب فنان متلك ما يعرف شو عم يحكي“.
من جانبه، طالب الإعلامي الموالي “شادي حلوة“، الفنان “النوري” بالخروج والاعتذار عن إهانته لـ “جيش النظام“.
وقال في منشور على حسابه في “فيسبوك“: “يندرج الكلام الذي صدر عن عباس النوري في انتقاده للعسكر بشكل أساسي ضمن جرم تحقير الجيش المنصوص عليه في المادة 123 من قانون العقوبات العسكرية، والتي نصت على أنه: يعاقب بثلاثة أشهر إلى ثلاث سنوات كل شخص عسكري أو مدني يقدم على تحقير الجيش والمس بكرامته أو سمعته أو معنوياته أو يقدم على ما من شأنه انتقاد أعمال القيادة العامة والمسؤولين عن أعمال الجيش وذلك بصورة تحط من كرامتهم، وإذا حصل الجرم أثناء الحرب أو في حالة الحرب تتضاعف العقوبة“.
وتابع مخاطبًا “النوري“: “لذلك أطالبك بالاعتذار العلني والصريح من المؤسسة التي نعتبرها كسوريون مقدّسة وتمثّل الشرف والعزّة“، حسب وصفه وتعبيره.
وحسب المصادر الموالية، فإن الوسيلة الإعلامية التي أجرت اللقاء مع الفنان “النوري” اضطرت لحذف اللقاء بشكل كامل، بعد سيل الضغوطات والهجوم الممارس على “النوري” وعلى المذيع الذي أجرى اللقاء أيضًا، والذي وُصف بأنه شخص غير قادر على إدارة الحوار ومناقشة الفنان الذي هاجم “جيش النظام” وتطاول عليه، وفق تعبيرها.
وكان “النوري” قال خلال اللقاء، حسب مصادر متطابقة: “سوريا كانت بلد الديمقراطيات بانتخاباتها وأحزابها، خصوصاً في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي، إلى أن جاء حكم العسكر وأطاح بالديمقراطية والدستور والثقافة“.
وأضاف: “بيننا وبين الدول العربية فروقات شاسعة، على صعيد الحريات، والدولة يمكن أن تحذف اسم شاعر من الوجود لمجرد اختلافه بالرأي معها“.
ويحظى “النوري” بشعبية واسعة داخل سوريا وخارجها خاصة بعد تجسيد شخصية “أبو عصام” في المسلسل الأشهر “باب الحارة”.
يشار إلى أن النظام السوري وعبر حكومته وماكيناته الأمنية والإعلامية، يحاول بين الفترة والأخرى إصدار قرارات هدفها ملاحقة المواطنين حتى على منصات التواصل الاجتماعي، ما دفع بالموالين أنفسهم إلى الإشارة بأن هذه القوانين هدفها فقط “تكميم الأفواه”.