شنت دوريات تابعة لـ “قوات سورية الديمقراطية” حملة مداهمات، طالت معابر التهريب “غير النظامية” في ريف ديرالزور الشرقي، وذلك لمنع عمليات التهريب التي وصفتها بـ “غير الشرعية” لبعض المواد الغذائية والسلع التجارية، إلى مناطق سيطرة النظام السوري على الضفة الغربية لنهر الفرات.
المداهمات التي شنتها “قسد ” استهدفت معبر “العاليات النهري” الواقع في بلدة “أبو حمام” بريف ديرالزور الشرقي، والذي يستخدم في عمليات تهريب المحروقات والطحين إلى قرية “صبيخان” الواقعة تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية والفرقة الرابعة في جيش النظام السوري.
حيث قام عناصر من “قسد” بإحراق كميات كبيرة من المازوت والبنزين التي كانت معدة للتهريب إلى مناطق سيطرة النظام، على الضفة الغربية لنهر الفرات، الأمر الذي تسبب باشتعال النيران في السرير النهري وتصاعد كميات كبيرة من الدخان الأسود الذي غطى سماء المنطقة.
مصادر خاصة أكدت لمنصة SY24 قيام دوريات “قوات سورية الديمقراطية” بمصادرة كميات كبيرة من المحروقات التي كانت معدة للتهريب، بغرض بيعها للمدنيين في السوق السوداء، بسعر أقل من التسعيرة التي وضعتها هيئة المحروقات في الإدارة الذاتية.
وفي السياق ذاته، طالب أهالي بلدة “أبو حمام” بمحاسبة الدورية التي قامت بإحراق المازوت عند السرير النهري للبلدة ، وذلك لما سببته من أضرار كبيرة أثرت على البيئة وصحة الأهالي معاً، نتيجة انطلاق غاز “أول أوكسيد الكربون” الناتج عن احتراق مادة المازوت المكرر، وتشكل سحب دخانية كثيفة.
“طاهر الأحمد” اسم مستعار من أهالي سكان بلدة أبو حمام، ذكر لمنصة SY24، أن “مهربي المحروقات استغلوا انشغال قسد بأحداث سجن الصناعة في مدينة الحسكة، والفراغ الأمني الحاصل في المنطقة، وكثفوا من نشاطهم، وزيادة عمليات التهريب” حسب قوله.
وقال الشاب في حديثه مع SY24، إن “احتراق المازوت تسبب بأضرار مادية كبيرة بالنسبة للمواطنين، وذلك بسبب تلوث مياه النهر بالمازوت، ونفوق كميات كبيرة من السمك نتيجة تسممها، ناهيك عن الأضرار البيئية وتلوث الهواء بسبب الدخان المتصاعد من المكان”.
وأضاف أنه “كان الأولى بقسد أن تقوم بمصادرة المازوت وتوزيعه على الأهالي في المنطقة، أو على الأقل بيعه لهم بنصف السعر، الذي يشترون به المازوت من السوق السوداء، ولكنها فضلت إحراقه وحرمان الأهالي من الاستفادة منه”.
وتشهد قرى وبلدات ريف ديرالزور الشرقي، الواقعة على سرير نهر الفرات نشاطاً كبيراً لمهربي المحروقات والمواد الغذائية، على الرغم من قيام قسد بعمليات مداهمة متكررة، واعتقال عدد من المهربين ومصادرة كميات كبيرة من المواد.
يذكر أنه في الوقت الذي تمنع “قسد” تهريب المحروقات إلى مناطق سيطرة النظام السوري عبر المعابر النهارية، وتصفها بغير النظامية، تقوم “الإدارة الذاتية” وهي الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سورية، بتزويد النظام السوري بالمحروقات بشكل علني ومباشر، عبر شركة “القاطرجي” المقربة من الميليشيات الإيرانية، بمعدل 200 صهريج من المحروقات أسبوعياً.