مخلفات الحرب.. تهديدٌ مستمر لحياة السكان في مناطق “قسد”

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

أصيب أربعة أطفال بجروح متفاوتة نتيجة انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الحرب، وذلك في منطقة “الحاوي” بمدينة الشحيل الواقعة في ريف ديرالزور الشرقي الخاضع لسيطرة “قوات سورية الديمقراطية”.

 

حيث ذكر شهود عيان من المنطقة، أمس الإثنين، أنه أثناء لعب الأطفال بالقرب من مدرسة “الحصية” الإبتدائية في مدينة الشحيل، عثروا على قنبلة عنقودية من مخلفات المعارك التي شهدتها المنطقة، لتنفجر فيهم فور عبثهم بها، ليتم نقلهم على إثرها إلى مستشفى المدينة لتلقي العلاج المناسب.

فعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاث سنوات على إعلان “قوات سورية الديمقراطية”، ومن خلفها التحالف الدولي، القضاء على تنظيم داعش شرقي سورية، إلا أن خطر الألغام والمقذوفات الحربية التي لم تتفجر ماتزال تشكل خطراً كبيراً على حياة المدنيين وخصوصاً الأطفال.

مصادر طبية من المنطقة، أفادت بأن أعداد الإصابات الناجمة عن مخلفات الحرب التي لم تتفجر تتزايد كل يوم، وذلك مع تزايد أعداد المدنيين الذين عادوا إلى منازلهم وخصوصاً في بلدة الباغوز، التي شهدت أعنف المعارك بين “قسد” وعناصر من تنظيم داعش الذين تحصنوا في المنطقة لعدة أشهر، قبل استسلامهم.

في حين نوهت المصادر ذاتها إلى عدم وجود إحصائية دقيقة ورسمية لأعداد المصابين بانفجار مخلفات الحرب في المنطقة، غير أن أغلب الحالات تسببت ببتر في الأطراف السفلية وعاهات دائمة، ناهيك عن فقدان ما يقل عن 250  شخص حياتهم خلال الأعوام الماضية.

 

أهالي مدن وبلدات ريف ديرالزور الشرقي اتهموا تنظيم داعش بتفخيخ منازلهم وأراضيهم الزراعية بمئات الألغام والعبوات الناسفة قبيل انسحابه منها، الأمر الذي تسبب في تزايد أعداد الإصابات في صفوف المدنيين العائدين إلى منازلهم.

 

حيث يعد التفخيخ وزرع الألغام والعبوات الناسفة في المنازل والمرافق العامة، من أبرز الاستراتيجيات التي يعتمد عليها تنظيم داعش في محاربة خصومه، وذلك لتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد عند محاولتهم تمشيط المنطقة التي كان يتحصن بها قبيل انسحابه منها.

 

“محمد الحسين”، وهو اسم مستعار لأحد العاملين في إزالة الألغام من منازل المدنيين، ذكر أن “المنطقة الممتدة من حاوي هجين إلى بلدة الباغوز ومخيمها على الحدود السورية العراقية مليئة بالعبوات الناسفة والقذائف التي لم تنفجر، كون المنطقة شهدت أعنف المعارك بين داعش من جهة وقسد والتحالف الدولي من جهة أخرى”.

 

وقال في حديث خاص مع منصة SY24، إنه “لم يتم التعامل بشكل جدي من قبل قسد مع ملف مخلفات الحرب الموجودة في المنطقة، وهو ما تسبب في زيادة عدد القتلى والمصابين من المدنيين العائدين إلى مدنهم وقراهم، والتي من المفترض أن يتم تمشيطها بالكامل قبل السماح للأهالي بالعودة إليها”.

 

وأوضح أن “الأهالي أصبحوا يعتمدون على عناصر الجيش الحر السابقين، والضباط المنشقين عن جيش النظام السوري في عمليات إزالة الألغام والعبوات الناسفة الموجودة في منازلهم وأراضيهم الزراعية، مقابل دفعهم مبالغ مالية تتراوح بين 50 إلى 100 ألف ليرة سورية”.

 

وأضاف “لم تقم قسد بتأمين المعدات الضرورية والدعم اللوجستي لنا في عمليات البحث عن مخلفات الحرب في ريف ديرالزور الشرقي، واكتفت بتقديم عدد من الأجهزة المستعملة للكشف عن المعادن، بالإضافة إلى بعض السترات والخوذ المضادة للرصاص”.

 

وكان التحالف الدولي قد أعلن، في وقت سابق من العام الماضي، عن قيام إحدى المنظمات الدولية المختصة بإزالة الألغام، بتمشيط عدد من المنازل والأراضي الزراعية في ريف ديرالزور الشمالي، وإزالة كميات كبيرة من مخلفات الحرب وتفجيرها بعيداً عن منازل المدنيين.

 

في الوقت الذي طالب أهالي ريف ديرالزور الشرقي “قوات سورية الديمقراطية” بتمشيط مدنهم وقراهم، وإزالة كافة مخلفات الحرب التي لم تنفجر من منازلهم وأراضيهم الزراعية، على غرار ما فعلته “فرقة الهندسة” التابعة للأمن الداخلي ” الأسايش” في مدينة الرقة والريف المحيط بها.

مقالات ذات صلة