المشغولات اليدوية تزدهر في الشمال السوري

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

قبل عامين ونصف، فقدت السيدة “رهام 29 عاماً” زوجها في قصف طال منزلهم في ريف حلب، وفقدت عملها في أحد معامل الخياطة هناك، ما جعلها بعد نزوحها إلى مدينة سرمدا شمال إدلب تلجأ إلى الأعمال اليدوية كحياكة الصوف، وخياطة الملابس وبيعها في الأسواق، لتأمين مصدر دخل لأسرتها، في ظل الظروف المعيشية المتردية التي يعيشها الأهالي شمال إدلب. 

تقول في حديث خاص إلى منصة SY24 إن :”العمل بالمشغولات اليدوية داخل منزلها وبين أطفالها، أمّن لها مصدر دخل معين، استطاعت من خلاله تأمين أبسط مستلزماتها المعيشية دون حاجتها لأحد”. 

وأضافت “رغم أن العمل بحياكة الصوف والخياطة متعب جداً، ويسبب آلام في الظهر، ويحتاج لساعات عمل طويلة لإنجاز القطعة، ومن ثم بيعها، لكنها سعيدة بهذا العمل بعد أن أصبحت تعتمد على نفسها وتعول أسرتها، خاصة أنها لا تملك شهادة علمية تؤهلها للعمل كموظفة في أحد المؤسسات الحكومية”. 

تلجأ كثيرات من النساء أمثال “رهام” إلى تأسيس مشاريع عمل صغيرة ضمن منازلهن، وتتنوع الأعمال بين التطريز وحياكة الصوف، والخياطة، وإعادة تدوير بعض الأشياء البسيطة لصنع مجسمات منزلية وقطعاً فنية جميلة، تلقى قبولاً من بعض الأشخاص الذين يفضلون الأعمال اليدوية.

السيدة “سوسن 38 ” امتهنت صنع المشغولات اليدوية بعد دراستها في كلية الفنون الجميلة في دمشق، وكان لها مشروعها الخاص في مدينة داريا قبل تهجيرها إلى إدلب منذ سنوات، لكنها خسرته في الحرب كما خسرت منزلها أيضاً، لكنها عادت لتأسيس مشروعها الصغير في غرفة من منزلها بمدينة إدلب، واستطاعت خلال فترة قصيرة أن تنجح وتكسب محبة زبائنها. 

تقول لنا: “كثير من الأمهات يرغبن بالمنتوجات اليدوية، لما فيها من لمسة فنية وإبداع ، ناهيك عن الإتقان والجودة مما يجعلها تنافس أفضل القطع الجاهزة”. 

تلجأ “سوسن” إلى منصات وسائل التواصل الاجتماعي لعرض أعمالها، والتواصل مع زبائنها، وبذلك استطاعت التغلب على صعوبة التسويق، فيما تواجه رهام صعوبة في ذلك، تجعلها في بعض الأحيان تخفض من سعر القطع مقابل البيع، من أجل تحصيل الأموال لشراء المواد الخام وعدة العمل لإنتاج قطع أخرى. 

تقول “رهام”: إن “الأوضاع المعيشة الصعبة لغالبية الأهالي جعلتهم يسعون لتأمين قوت يومهم فقط، وأصبح شراء الملابس والقطع اليدوية الفنية أو خياطة الأقمشة لمناسبة معينة، رفاهية منسية عند كثير من النساء، وأنا أقدّر هذا الأمر لأني أعيش تجربة مشابهة، فلا أضع نسبة كبيرة فوق التكلفة الأساسية للقطع لتسهيل عملية البيع والتسويق. 

تؤكد “رحاب” أيضاً، أن “الجهد المبذول في سبيل إنتاج قطعة يدوية، كبير جداً مقارنة بهامش الربح الذي تضعه على القطع”، وعللت رفع أسعار القطع بسبب غلاء خيوط الصوف والتطريز والأقمشة المستخدمة في العمل. 

تصارع كثيرات من النساء في سوريا ظروفهن المعيشية الصعبة، من أجل إعالة أسرهن وأطفالهن، فيبدعنّ مما يتوفر بين أيديهن قطعاً فنية جميلة، متغلبين على ظروف الحرب والنزوح والغلاء وندرة فرص العمل.

مقالات ذات صلة