تسبب خلاف اندلع بين ميليشيات موالية لإيران، بإغلاق أحد المعابر البرية غير الشرعية في ريف مدينة البوكمال شرقي مدينة ديرالزور، وذلك بعد قيام الحكومة العراقية بمصادرة شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة ” الكبتاجون” كانت قادمة من سوريا.
مصادر محلية تحدثت عن إغلاق معبر “السكك” البري، والذي يبعد حوالي 15 كم عن معبر القائم الحدودي الرسمي بين العراق وسوريا، والمستخدم في عمليات تهريب البضائع والأسلحة والمخدرات بين البلدين، وذلك على خلفية التوتر الحاصل بين ميليشيا “كتائب سيد الشهداء” وميليشيا “حزب الله العراقية”.
ويعود سبب التوتر إلى تبادل الطرفين الاتهامات حول وجود “مخبر سري”، قام بإبلاغ السلطات العراقية عن وجود شحنة من الحبوب المخدرة سوف تدخل من سوريا إلى العراق، عبر معبر “السكك البري”، وهو ما مكن شرطة مكافحة المخدرات من إلقاء القبض على أحد المهربين في مدينة القائم العراقية، ومصادر مليون حبة مخدرة من نوع “كبتاجون”.
وعلمت منصة SY24، عبر مصادر خاصة من مدينة البوكمال، أن ميليشيا “حزب الله العراقية”، أرسلت تعزيزات عسكرية إلى معبر “السكك البري”، وذلك في محاولة منها السيطرة عليه بشكل كامل، بعد التوتر الذي حصل مؤخراً مع ميليشيا “كتائب سيد الشهداء”.
وأكدت المصادر ذاتها، أن ميليشيا “كتائب سيد الشهداء” بإخلاء عدد من مواقعها العسكرية على الحدود السورية العراقية، وأيضاً انسحابها من بعض النقاط المتقدمة في محيط مدينة البوكمال وانتقالها إلى جهة مجهولة، وذلك بطلب من المدعو “الحاج عسكر” مسؤول ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” في مدينة البوكمال.
وتعتمد الميليشيات الإيرانية على المعابر البرية غير النظامية في عمليات إدخال البضائع والسلع الغذائية والتجارية بطرق غير شرعية من وإلى سوريا، بالإضافة إلى استخدامها في إمداد هذه الميليشيات بالأسلحة والذخائر والأفراد، ناهيك عن عمليات تهريب المخدرات والمواد المساعدة في إنتاج الحبوب المخدرة “الكبتاجون”.
حيث قامت مختلف الميليشيات الطائفية ومن خلفها ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” بافتتاح عدد من المعابر البرية غير النظامية، وذلك بعد انسحاب تنظيم داعش من المنطقة، وإعلان هذه الميلشيات بسط سيطرتها على الحدود السورية العراقية بشكل كامل.
وتعد ميليشيا “كتائب سيد الشهداء” إحدى أكثر الميليشيات العراقية الموالية لطهران، والتي أعلن عن تأسيسها في عام 2013 في العراق، إثر خلافات نشبت داخل ميليشا “حزب الله العراقية”، انتهت بتأسيس المدعو “أبو آلاء الولائي” لهذه الميليشيا.
حيث قامت قيادة هذه الميليشيا، في بداية عام 2014، بنقل نشاطها إلى سورية بحجة “حماية الأضرحة والمراقد الشيعية فيها”، وحاربت ضد فصائل المعارضة السورية في الغوطة الشرقية والسيدة زينب، وبعد هزيمة تنظيم داعش نقلت نشاطها إلى مدينة البوكمال، وعملت في تهريب المخدرات والأسلحة من وإلى سوريا، بالتعاون مع بقية الميليشيات الإيرانية المتواجدة في المنطقة.