تصدر ملف “مخدرات الأسد” وتهريبها من الحدود السورية إلى الأردنية، المباحثات والمناقشات بين وزير الخارجية الأردني “أيمن الصفدي” وبين المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسون”.
جاء ذلك في إطار زيارة رسمية غير محددة المدة، يُجريها “بيدرسون” للمملكة الأردنية، وفق بيان لوزارة الخارجية الأردنية.
وحسب مصادر متطابقة، فإن “الصفدي” أعرب للمبعوث الأممي عن المخاوف من تعاظم خطر تهريب المخدرات من قبل النظام السوري وميليشياته عبر الحدود.
ووضع الصفدي المبعوث الأممي في صورة التحديات التي تواجهها الأردن نتيجة استمرار الأزمة وأعباء اللجوء المتزايدة.
وأشار “الصفدي” إلى “تعاظم خطر تهريب المخدرات من الأراضي السورية إلى المملكة”، مؤكدا أن “الأردن سيتخذ كل الإجراءات اللازمة للقضاء على هذا الخطر وحماية أمنه ومصالحه الوطنية”.
وبالتزامن مع ما دار بين “الصفدي” وبيدرسون” بخصوص ملف “تهريب المخدرات من مناطق النظام السوري إلى الأردن”، أعلنت إدارة مكافحة المخدرات في الأردن، إحباط تهريب مليون حبة مخدرة داخل إطارات مركبات عبر أحد المعابر الحدودية.
وأوضحت مديرية الأمن العام في بيان، اطلعت على نسخة منه منصة SY24، أنه “عند أحد المعابر الحدودية وبعد متابعة معلومات حول قيام شخصين باخفاء كميات كبيرة من الحبوب المخدرة داخل إحدى مركبات الشحن، جرى ضبط المركبة أثناء محاولة دخولها للمملكة، وبتفتيشها عُثر داخل ثلاثة إطارات على مليون حبة مخدرة أُخفيت داخلها، وقد تم إلقاء القبض على شخصين تورطا بالقضية”.
وتعقيبًا على تصدر “ملف المخدرات” المناقشات بين الوزير الأردني والمبعوث الأممي إلى سوريا، قال الحقوقي “عبد الناصر حوشان” المهتم بتوثيق انتهاكات الأسد وداعميه لمنصة SY24، إن “كلام الصفدي بداية هو محاولة من الأردن للتملص من تبعات عمليات التهريب التي تجري عبر أراضيها وتحسين صورتها ونفي صفة (دولة عبور) لتجارة المخدرات، مع العلم أن من يقوم بهذه العمليات شبكات دولية من سوريا إلى العراق إلى إيران ولبنان والأردن واليونان وغيرها”.
وفي ما إذا كان ما تحدث به الوزير الأردني هو شكوى ضد النظام السوري نظرًا لتصاعد عمليات تهريب المخدرات عبر الحدود الأردنية، أوضح “حوشان” بالقول ” هي ليست شكوى وإنما محاولة تبرير عدم مسؤولية الأردن عن تهريب المخدرات، فالشكوى تكون إما أمام مجلس الأمن أو محكمة العدل الدولية”.
وحول عدم التفات النظام السوري وأعوانه للتهديدات الصادرة من الجانب الأردني بسبب “ملف المخدرات” قال “حوشان”: “هناك التزامات دولية باتفاقيات دولية لمكافحة الجريمة المنظمة ومنها الاتجار بالبشر والمخدرات وغيرها من العمليات القذرة، وكلام وزير الخارجية الأردني يأتي في هذا السياق وإلقاء المسؤولية على النظام، وهذه العمليات بالأصل تكون خارج القانون والجميع يحاول التملص من عواقبها بنفي المسؤولية أو بإلقاء التهم على الغير”.
والثلاثاء الماضي، أفادت مصادر أردنية، بإحباط السلطات المختصة في “مركز جمرك جابر” محاولة تهريب حبوب مخدرة من نوع كبتاغون، مشيرة إلى أن الكميات التي تم ضبطها تقدر كميتها بـ200 ألف حبة، حسب دائرة الجمارك العامة.
وكان المحلل الاستراتيجي العقيد “أحمد حمادة” قال لمنصة SY24، إن “النظام وشركاؤه هم مصدر للفوضى ويمولون أعمالهم الإجرامية من تجارة المخدرات وهي تجارة رائجة ورابحة”.
وقبل أيام، تعالت أصوات ناشطين أردنيين على منصات التواصل الاجتماعي، حسب ما تابعت منصة SY24، متسائلة عن الأسباب الرئيسية وراء “تكاثر مهربي المخدرات” على الحدود السورية الأردنية، بعد رصد تحركات نشطة وغير مسبوقة لهم خلال الأيام القليلة الماضية.
ومنذ أقل من أسبوع، أعلن الجيش الأردني، قتل 27 مهرب مخدرات حاولوا تهريب كميات كبيرة من المخدرات قادمة من الأراضي السورية، وذلك تنفيذًا للتهديدات التي أطلقها الأردن عقب النشاط الملحوظ لمهربي المخدرات عند حدوده.