أفادت عدة مصادر محلية من داخل مدينة حلب الخاضعة لسيطرة النظام السوري وميليشياته، بانتشار ظاهرة “السرقات” بشكل غير مسبوق في معظم أحياء المدينة.
وتابعت منصة SY24 الشكاوى الصادرة عن سكان المدينة حول تلك الظاهرة، إذ أكد القاطنون فيها أن عملية السرقة تتم في وضح النهار وعلى مرأى ومسمع من قوات أمن النظام نفسه.
وأوضح سكان أحياء متفرقة مثل “الزبدية، سيف الدولة، الإذاعة، المشهد، صلاح الدين”، أن اللصوص يستقلون دراجات نارية وبعضهم يرتدي “الزي العسكري” والبعض الآخر يرتدي الملابس المدنية العادية.
ولفتوا الانتباه إلى أن هؤلاء اللصوص يعملون على سرقة الحقائب النسائية والموبايلات وأي شيء يحمل باليد في غفلة من أصحابها، بل إنهم يمرون من جانب دوريات أمن النظام التي تتواجد في المنطقة من دون أن يتم التعامل معهم أو توقيفهم، رغم “صراخ الأشخاص المتضررين من السرقات والذين تتعالى أصواتهم وسط الشارع مطالبة بالمساعدة”.
وأعرب سكان بعض أحياء المدينة عن اعتقادهم بأن يكون هؤلاء اللصوص من حملة السلاح، ومن أجل ذلك لا أحد يجرؤ من أمن النظام على إيقافهم.
وتحدث آخرون عن عمليات سرقة مماثلة في أحياء “المشهد والفرقان والجابرية وميسلون”، والتي باتت تطال حتى عدادات المياه والكهرباء والأبواب المصنوعة من الألمنيوم، مشيرين إلى تسجيل أكثر من حادثة سرقة للمحال التجارية أو البيوت بشكل يومي.
وفي وقت ناشد فيه سكان المدينة الجهات المختصة التابعة للنظام بشنّ حملة على أصحاب الدراجات النارية وأرباب السوابق ومتعاطي المخدرات، قلل آخرون من تلك المناشدات معتبرين أنها لن تلقَ أي آذان صاغية من النظام وأذرعه الأمنية في المدينة.
وأفاد آخرون بوقوع عمليات سرقة بقوة التهديد بالسلاح وفي وضح النهار، مشيرين إلى العديد من الحوادث التي تم تهديد أصحابها وسلب ما لديهم أو ما يحملون بأيديهم وخاصة “الهواتف النقالة وحتى الدراجات النارية التي تعود ملكيتها لأشخاص عاديين”.
وذكرت مصادر أخرى أن مناطق “بستان الباشا، شارع دار العجزة، وأوتوستراد شركة المياه، كل يوم تشهد عملية سرقة جديدة وبنفس الطريقة”، لافتة إلى أن “اللصوص يرتدون الزي العسكري”.
وبيّن آخرون أن عمليات السرقة لم تعد تحصل في منتصف الليل وخلال فترات التقنين الطويلة للكهرباء، بل امتد الأمر لحصولها حتى في وضح النهار “وعلى عينك يا تاجر”، حسب تعبير كثيرين.
ووسط كل تلك الأحداث تتعالى الأصوات من داخل مدينة حلب من استمرار تلك الظاهرة في ظل غياب الرقيب والحسيب، وفي ظل المخاوف من حالة الفلتان الأمني وتبعاتها المتعلقة ليس بانتشار جريمة السرقة بل بجرائم أخرى وعلى رأسها الخطف مقابل دفع فدية مالية وغيرها من الجرائم الأخرى.