بدأ أهالي مدينة ديرالزور الاتجاه نحو استعمال الطاقة البديلة من أجل تأمين التيار الكهربائي، على الرغم من ارتفاع تكاليفها مقارنةً بالدخل اليومي للفرد، وذلك مع زيادة عدد ساعات تقنين الكهرباء في المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية الداعمة له.
حيث باشر عدد من الميسورين وأصحاب المحال التجارية والمطاعم بتركيب ألواح الطاقة الشمسية، وذلك من أجل توفير التيار الكهربائي اللازم لاستمرار أعمالهم ومشاريعهم التجارية، بعد انعدام آمالهم في تحسن وضع الطاقة و عودة التيار الكهربائي إلى المدينة.
وذكرت مصادر خاصة لمنصة SY24، أن معظم من اتجهوا لتركيب ألواح الطاقة الشمسية في مدينة ديرالزور هم مدراء المؤسسات الحكومية في حكومة النظام السوري، وعدد من ضباط الأجهزة الامنية، ناهيك عن قادة المليشيات الإيرانية والمحلية وأقاربهم الذين يملكون الأموال الكافية لتركيب هذه الألواح.
المصادر ذاتها نوهت إلى أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع تكلفة تركيب ألواح الطاقة الشمسية في مدينة ديرالزور، يعود إلى قيام الفرقة الرابعة في جيش النظام بفرض إتاوات مالية ضخمة على أصحاب الشركات المستوردة لألواح الطاقة الشمسية، وأيضاً قيامها بالتحكم بالمعابر النهرية وطرق التهريب مع مناطق سيطرة “قسد” على الضفة المقابلة لنهر الفرات.
حيث بلغت تكلفة تجهيز منزل صغير في مدينة ديرالزور بألواح الطاقة الشمسية المستوردة بشكل نظامي من قبل الشركات العاملة في مناطق النظام السوري حوالي 7 مليون ليرة سورية، أي ما يعادل تقريبا ألفي دولار أمريكي.
في الوقت الذي بلغت فيه تكلفة تجهيز المنزل ذاته بألواح الطاقة الشمسية القادمة من مناطق سيطرة “قوات سورية الديمقراطية” على الضفة الشرقية لنهر الفرات حوالي 4 مليون ليرة سورية، أي ما يعادل 1200 دولار أمريكي.
“خالد الحسين”، من أهالي حي القصور وصاحب محل تجاري فيه، ذكر أن “كل من يملك القليل من المال اتجه لتركيب ألواح الطاقة الشمسية، كونها الحل الوحيد لتوفير الطاقة الكهربائية، بعد انعدام آمالهم بتحسين وضع الطاقة في المدينة وعودتها للعمل بالشكل الطبيعي”.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: إن “تركيب ألواح الطاقة الشمسية مكلفٌ للغاية، خصوصاً بالنسبة لأهالي المدينة ذوي الدخل المحدود والذي يؤمنون قوت يومهم بصعوبة، إلا أن التيار الكهربائي أصبح حاجةً ملحةً لهم في أيام الدوام الرسمي للمدارس، من أجل أن يتمكن الطلاب من مذاكرة دروسهم”.
وأضاف أن “بعض العائلات التي تسكن في بناء واحد بالاشتراك في تركيب ألواح الطاقة الشمسية لإنارة منازلهم، وهي فكرة جيدة كون العائلة الواحدة لا تستطيع تحمل تكاليف تركيبها وحدها، في ظل استمرار الفرقة الرابعة بفرض الإتاوات والرشاوى على ألواح الطاقة الشمسية التي تدخل المدينة”.
يذكر أن الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام السوري بدأت تتحكم بجميع مداخل مدينة ديرالزور، وأيضاً بالمعابر النهرية غير النظامية مع مناطق “قسد”، وذلك منذ تعيين اللواء جمال محمود يونس رئيساً للجنة الأمنية والعسكرية في المدينة، والمعروف بولائه لماهر الأسد قائد الفرقة الرابعة وشقيق رأس النظام السوري.