تستمر المنظمات الدولية والجمعيات الخيرية العاملة في مخيم الهول للنازحين في محافظة الحسكة، بتقديم الدعم للمدارس والمراكز التعليمية الموجودة في المخيم، والتي يصل عددها إلى 12 مركزا، تستقبل فيها وبشكل شبه يومي قرابة 5 آلاف طفل، تتراوح أعمارهم بين 7 و14 سنة.
غير أن الصعوبات والمشاكل التي تواجه العملية التعليمية في المخيم ما تزال مستمرة، وذلك لضعف الدعم المقدم لهذه المدارس، وعدم وجود مناهج تعليمية ثابتة وموحدة ضمن هذه المراكز، ناهيك عن ضعف خبرة الأساتذة والمعلمين المتواجدين في المخيم.
حيث تعد مشكلة اختلاف المناهج إحدى أهم التحديات التي تواجه الأهالي في مخيم الهول للنازحين، إذ ترفض نساء تنظيم داعش إرسال الأطفال إلى المدارس والمراكز التعليمية في المخيم، مفضلين تعليمهم بأنفسهم، وذلك بسبب “ما تحتويه هذه المناهج من أفكار لا تتناسب مع معتقدات التنظيم”، على حد تعبيرهم.
كما تمتنع بعض النساء من أبناء ريف ديرالزور وريف الرقة، من إرسال أبنائها لتلقي التعليم في بعض المراكز بالمخيم، لاحتواء المناهج التعليمية فيها على “بعض الدروس التي لا تتوافق مع العادات والتقاليد المعروفة في المنطقة”.
تقول السيدة “أم براء”، وهي من أهالي مدينة ديرالزور ومقيمة سابقة في مخيم الهول: إنها فضلت تعليم ابنتها الكبرى في الخيمة التي كانت تعيش فيها، وذلك لأن المناهج الموجودة في عدد من المراكز التعليمية لا تتناسب مع طبيعة مجتمع المنطقة الشرقية المحافظة، على حد قولها.
وقالت السيدة في حديثها لمنصة SY24، إن “المراكز التعليمية الموجودة في المخيم تقوم بتدريس الأطفال مناهج مختلفة تماماً عن بعضها، وذلك تبعاً للمنظمة أو الجمعية الخيرية التي تدعمها، وهو ما سبب حالة من التخبط لدى الأطفال، وخصوصاً أن عدداً كبيراً منهم امتنع عن الذهاب للمدرسة لعدة سنوات”.
وأضافت أن “النساء المتشددات في مخيم الهول يعملن على تدريس أبنائهم بأنفسهن، وذلك لضمان تمريمر معتقدات التنظيم إليهم، وعدم ثقتهم بالمناهج التي يتم إعطاؤها في هذه المراكز، بالإضافة إلى أنهن يرفضن اختلاط أبنائهن مع أبناء النازحين المدنيين الذين لاينتمون للتنظيم”.
وفي سياق متصل، ذكرت مصادر محلية قيام عدد من حكومات الدول الأوروبية، التي تملك رعايا داخل مخيم الهول للنازحين، بتطوير فكرة إعادة تأهيل الأطفال الموجودين في المخيم عن طريق مناهج وبرامج تعليمية يتم تدريسها عن بعد، وذلك في محاولة منها إعداد هؤلاء الأطفال ودمجهم بشكل فوري في المجتمع لدى خروجهم من المخيم.
وتعد الحكومة الفنلندية من أوائل الدول التي قامت بإعداد برنامج تعليمي خاص هو الأول من نوعه في المخيم، وذلك من أجل تدريس قرابة 30 طفل موجودين في المخيم يحملون جنسيتها ، عن طريق تعليم هؤلاء الأطفال اللغة الفنلندية ومهارات الحساب والقراءة عبر تطبيق واتس اب، تمهيداً لنقلهم مع أسرهم وإعادتهم إلى بلادهم ودمجهم في المجتمع.
ويعيش في مخيم الهول للنازحين قرابة 30 ألف طفلا ينحدرون من أكثر من 60 دولة في ظروف معيشية صعبة، في ظل ضعف الخدمات المقدمة إليهم من رعاية صحية وتغذية وغيرها من الخدمات الأساسية التي تهدد حياتهم، ناهيك عن الحوادث والهجمات التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال والتي ذهب ضحيتها خلال العام الماضي أكثر من 75 طفل.