أعلنت “منظمة أطباء بلا حدود” عن إغلاق واحدة من أكبر استجاباتها للاحتياجات الصحية والإنسانية للاجئين السوريين في الأردن، من دون سابق إنذار ودون توضيح الأسباب التي تقف وراء ذلك.
جاء ذلك في بيان صادر عن المنظمة الدولية، اطلعت على نسخة منه منصة SY24.
وذكرت المنظمة في بيانها أنها بذلت قصارى جهدها لتوفير الرعاية الشاملة للمرضى السوريين، مضيفة أن التركيز لم يقتصر على تقديم الاستشارات الطبية، بل قامت بدمج الرعاية التمريضية والعلاج الطبيعي ودعم الصحة النفسية مع التركيز بشكل كبير على التوعية الصحية والرعاية الوقائية والرعاية المنزلية.
وأشارت إلى أن تأثير الحرب على الشعب السوري والنظام الصحي في سوريا التي دخلت عامها الحادي عشر من النزاع ما يزال قائمًا، “ولذلك، نراقب عن كثب الوضع الصحي للاجئين السوريين في الأردن والبلدان المجاورة، وما زلنا ملتزمين بتوفير الرعاية للاجئين السوريين في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وأثناء تنقلهم”.
وتابعت “ستستمرّ فرقنا في التكيف مع السياق المتغير في سوريا وما حولها لمواصلة الاستجابة للاحتياجات الإنسانية والطبية المتزايدة في بلد أنهكته الحرب. كما سنواصل عملنا في الأردن لعلاج جرحى الحرب من كافة أرجاء المنطقة، بمن فيهم السوريون، في مستشفى الجراحة التقويمية في عمّان، والذي يعمل منذ أغسطس/آب 2006”.
وتعقيبًا على ذلك، قال الدكتور “مأمون سيد عيسى” المهتم بالملف الإغاثي والطبي داخل وخارج سوريا لمنصة SY24: “أعتقد أن هذا الأمر مرتبط بتوقف الدعم عن المستشفيات في الشمال السوري أيضا”.
ومؤخرًا، حذّر فريق “منسقو استجابة سوريا”، من توقف الدعم عن عدد كبير من المنشآت الطبية العاملة شمال غربي سوريا، قارعًا بذلك ناقوس الخطر.
وأنذر بأن توقف الدعم عن هذه المنشآت سيؤدي إلى مزيد من العواقب الكارثية، وعلى رأسها انتشار الأمراض والأوبئة في الشمال السوري، إضافة إلى ازدياد المخاوف من موجة جديدة من فيروس كورونا والمتحور الجديد “أوميكرون”.
وأضاف “سيد عيسى” أن ما يجري “هو مرحلة تمهيدية قبل تحويل الدعم ليصل عن طريق مكاتب الأمم المتحدة الموجودة في مناطق النظام السوري، وبالتالي سوف يتحكم النظام بالمساعدات الطبية التي تخص السوريين في شمال غرب سوريا وفي أماكن عديدة”.
وحذّر “سيد عيسى” من أن توقف عمل “أطباء بلا حدود” عن تقديم الخدمات الصحية “سينعكس على أوضاع اللاجئين السوريين الصحية، لأنهم سيضطرون إلى مراجعة القطاع الخاص ودفع تكاليف طبية تفوق قدرتهم على دفعها وبالتالي تثقل كاهلهم وتزيد من معاناتهم”.
ونهاية العام الماضي، ناشد عدد من اللاجئين السوريين في الأردن، حسب ما تحدثوا لمنصة SY24، مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، تحريك ملفاتهم العالقة لدى المفوضية منذ عدة سنوات على أمل أن يتم توطينهم في بلد أوروبي ثالث.
وتؤوي الأردن نحو 1.4 مليون لاجئ، يقيم بعضهم في مخيمات أكبرها مخيم الزعتري، في حين تتوزع نسبة كبيرة من اللاجئين على المدن والقرى، يعانون من ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة.