أفاد تقرير دولي صادر عن “مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية”، بتلاعب النظام السوري وأذرعه الأمنية والاقتصادية بالمساعدات الأممية الإنسانية التي تصل إلى سوريا، لافتًا إلى تحكمه بها ومنحها لأعوانه ومنعها عن معارضيه.
وجاء في التقرير الدولي “بينما تساهم الحكومات الغربية المانحة بنحو 2.5 مليار دولار سنويا من المساعدات الإنسانية، تستمر الاحتياجات في الارتفاع. بالإضافة إلى ذلك، تلاعبت حكومة الأسد بالمساعدات لأكثر من عقد من الزمان، حيث منعت المساعدة عن المعارضين ووجهتها إلى الحلفاء”.
ولفت التقرير إلى أن “حالات التهديدات والاعتقال التعسفي والتعذيب لموظفي الإغاثة السوريين ازدادت خلال العام الماضي 2021، حيث اعتقل وقتل موظفين في إحدى المنظمات الإنسانية المحلية (دون ذكر أي تفاصيل إضافية)، وأمر أقاربهم بإخلاء منازلهم أو إلقاء القبض عليهم”.
وبيّن التقرير أنه “عندما تم نقل المساعدات عبر خطوط الصراع في كل من شمال غرب وشرق سوريا، والمعروفة باسم الشحنات العابرة للحدود، كانت هناك سرقات وتم توزيع المعدات الطبية بشكل عشوائي”.
وإلى جانب تحويل طعام الأمم المتحدة إلى جيش النظام السوري، يستفيد الأشخاص المسؤولون مباشرة عن انتهاكات حقوق الإنسان، حسب التقرير.
وحسب التقرير فإن “ماهر الأسد شقيق رأس النظام بشار، ورجل الأعمال المقرب من الفرقة الرابعة، محمد حمشو، فازا بعقود مشتريات أممية لنزع المعادن في المناطق التي استعادتها الحكومة وإعادة تدويرها للبيع في شركة حديد للصناعات المعدنية المملوكة لرجل الأعمال الذي سبق له أن شغل عضوية مجلس الشعب”.
ونبّه التقرير إلى أنه “إذا كانت حكومة الأسد ستبقى، وهو ما يبدو أن الكثير من الحكومات قد استسلمت لهذا الواقع، فيجب تسوية هذا الأمر؛ لأن المساعدات ستستمر على الأرجح في هذه البيئة المعادية”.
وتعليقًا على ذلك قال الحقوقي “علي تباب” المتابع للتطورات والانتهاكات داخل مناطق النظام لمنصة SY24: “أعتقد أن هذا التقرير يؤكد ما كان يأتي من أخبار من الداخل بأن توزيع المساعدات الأممية كان يتم بطريقة غير مدروسة وكانت تصل إلى غير محتاجيها، وبالتالي هذا الأمر يحتاج إلى تحقيق حقيقي في الأمم المتحدة ومحاسبة المسؤولين”.
وأضاف “للأسف فإن السوريين هم الذين يدفعون ضريبة كل هذه الانتهاكات، فالجميع يقول بإنه يرسل مساعدات لهم لكن في الحقيقة هم أكبر الخاسرين”، معتبرًا أن تسليم المساعدات الأممية للنظام السوري أمر خاطئ كونه هو “المجرم وهو القاتل وهو الذي هجّر السوريون”.
وفي وقت سابق من العام 2021، حذّر مصدر حقوقي في حديثه لمنصة SY24، من أن روسيا تساند النظام السوري وتعمل على أن يكون هو المستفيد الأكبر من المساعدات الأممية، وذلك من أجل سرقتها وحرمان المعارضين له منها.
وكانت صحيفة ألمانية أشارت إلى أن “أغلب المساعدات المقدمة من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، تذهب لنظام الأسد وتقدر بحوالي 90% من حجم المساعدات الأممية”.