غزت أدوية بيطرية وزراعية مجهولة المصدر، الأسواق في مدينة الرقة، مما تسبب بنفوق عدد من الحيوانات والماشية، وتعرض بعض المحاصيل الزراعية للتلف، نتيجة استخدام هذه الأدوية.
وأصبح تداول هذه الأدوية من الظواهر الخطيرة التي بدأت بالانتشار في أسواق المدينة خلال الآونة الأخيرة، وذلك نتيجة غياب الدور الرقابي للمؤسسات التابعة لـ “الإدارة الذاتية”.
مصادر خاصة أكدت لمنصة SY24، وقوف النظام السوري ومن وراءه الميليشيات الإيرانية، خلف عمليات إدخال الأدوية منتهية الصلاحية إلى مناطق سيطرة “قسد”، كون معبر سيمالكا البري مراقب من قبل سلطات إقليم كردستان العراق، والمعابر البرية مع مناطق المعارضة السورية في ريف حلب مغلقة ومراقبة بشكل شديد من الجهتين.
أشارت مصادرنا إلى أن المصدر الرئيسي لمعظم هذه الأدوية هو إيران، وذلك لعدم وجود أي تاريخ إنتاج وانتهاء الصلاحية عليها، بالإضافة إلى عدم وجود أرقام تسلسلية وعدم كتابة المكونات الأساسية لهذه الأدوية، ناهيك عن تداول بعض الأدوية التي تحمل أسماء لشركات أجنبية وبيعها بأسعار رخيصة جداً.
وذكرت أن الميليشيات الإيرانية والعراقية قامت بإدخال هذه الأدوية من العراق، عبر معبر السكك غير الشرعي الذي تسيطر عليه على الحدود السورية العراقية، لتقوم بعدها بنقلها إلى مناطق سيطرة “قسد” عبر المعابر البرية والنهرية غير النظامية التي تفصل بين مناطقهم.
“عامر الحسين”، أحد مربي الماشية في بلدة الكرامة بريف الرقة، ذكر أن “الأدوية البيطرية الموجودة في معظم صيدليات البلدة غير قابلة للاستعمال أبداً، وذلك لعدم وجود أي تاريخ انتاج وانتهاء صلاحية عليها، بالإضافة إلى تسببها بنفوق عدد من رؤوس الماشية التي أملكها”، على حد قوله.
وفي حديث خاص مع منصة SY24، قال : “هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إدخال منتجات منتهية الصلاحية إلى مدينة الرقة، عبر المعابر غير النظامية التي أنشأتها المليشيات الإيرانية بالتعاون مع بعض قادة قسد، لإدخال هذه المنتجات إلى مناطقنا وبيعها من أجل تحصيل الربح المادي على حساب صحتنا وحياتنا”.
وتابع “لم يعد لنا ثقة بأي منتج قادم من مناطق سيطرة النظام، وذلك لأن التلاعب بمكوناتها أصبح سهلاً جداً، لعدم وجود رقابة عليها من مؤسسات النظام، وأيضاً لأن معظم هذه الشركات والمعامل مملوكة من شخصيات محسوبة على النظام السوري وعلى الميليشيات الإيرانية التي تدير البلاد”.
وأضاف “طالبنا ونطالب بفتح المعابر البرية والتجارية مع مناطق المعارضة السورية، وذلك كون هذه المناطق مليئة بالمنتجات المحلية والتركية والأجنبية عالية الجودة ورخيصة الثمن، عكس ما يتم بيعه في أسواقنا المحلية من منتجات غذائية غير معروفة المصدر وغالية الثمن”.
وفي سياق متصل، أتلف “مكتب الوقاية” التابع للجنة الزراعة والري في مدينة الرقة، كمية كبيرة من الأدوية الزراعية والبيطرية منتهية الصلاحية ومجهولة المصدر، عبر إحراقها خارج المدينة وفي أماكن بعيدة عن الأحياء السكنية.
وقالت مصادر محلية، إن عملية الإتلاف جاءت بعد مصادرة قرابة طن من الأدوية الزراعية والبيطرية من قبل حواجز الأمن الداخلي” الأسايش” المتواجدة على أطراف مدينة الرقة، إثر محاولة أحد التجار إدخالها إلى المدينة بطريقة غير نظامية.
في الوقت الذي قامت فيه دوريات “حماية المستهلك” في مجلس الرقة المدني، بجولة مفاجئة على الصيدليات البيطرية في المدينة وريفها، وقامت بمصادرة كميات من الأدوية المغشوشة وغير معروفة المصدر،مع إطلاق تحذيرات شديدة اللهجة لأصحاب جميع الصيدليات بضرورة عدم التعامل بهذه الأدوية تحت طائلة المساءلة القانونية.