تتسبب الخلافات العشائرية الدائرة في قرى وبلدات شرق سوريا، مؤخراً، بوقوع عشرات القتلى والمصابين من أبناء المنطقة، بينهم نساء وأطفال، في ظل الإنفلات الأمني الذي تشهده المنطقة، وعدم قيام “قوات سوريا الديمقراطية” بفض هذه النزاعات وإيقاف المتورطين بها.
وأشارت مصادر محلية إلى تجدد الاشتباكات بين عائلتين من عشيرة “الخابور” في بلدة “غرانيج” بريف ديرالزور الشرقي، على خلفية ثأرٍ قديم بينهما، ما تسبب بوقوع ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى، وفرض حالة من حظر التجول غير المعلنة في البلدة، خوفاً من وقوع إصابات بين المدنيين نتيجة كثافة الاشتباكات.
وأضافت المصادر أن “الطرفين استخدما الأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية، خلال الاشتباكات، بالتزامن مع إخلاء مجلس ديرالزور العسكري التابع لـ “قسد” جميع مقراته العسكرية في البلدة والانسحاب منها، خوفاً من اتساع رقعة الاشتباكات كون معظم عناصر المجلس هم من أبناء المنطقة.
الأهالي في قرى وبلدات ريف ديرالزور طالبوا “قسد” بتحمل مسؤوليتها الأمنية، وفرض سيطرتها على مناطق الاشتباكات ومحاسبة المتورطين بها، كما طالبوا بسّن قوانين جديدة لمحاسبة المتورطين في النزاعات العشائرية وقضايا الثأر وجرائم الشرف، التي تسببت خلال السنوات الماضية بمقتل المئات من المدنيين دون أيةِ محاسبة.
“تركي السليمان”، وهو من أبناء عشائر “العقيدات” في ريف ديرالزور الشرقي، أشار إلى أن “النزاعات العشائرية وقضايا الثأر هي من أخطر الظواهر التي تهدد السلم الأهلي والمجتمعي في المنطقة، والتي تقع دون تخطيط مسبق نتيجة قضايا تتعلق بالميراث أو انتقاماً لمقتل أحد أبناء العشيرة في وقت سابق”.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: إن “ظاهرة الأخذ بالثأر أو الاقتتال العشائري موجودة من قبل بداية الثورة، وكان النظام وقتها يتفرج على الأطراف المتقاتلة دون أن يحرك ساكناً ليمنعها، والآن قسد تتصرف على نفس المنوال خوفاً من إصابة عناصرها”.
وأوضح أن “هناك قضايا ثأر منذ ثلاثين وأربعين عاماً بدأت تظهر مجدداً، كون السلاح بات منتشراً في أيدي الجميع، بالإضافة إلى غياب أي قوانين تحاسب المتورطين بهذه الأفعال، ناهيك عن ظهور جيل جديد من الشباب لا يلتزم بالتشريعات والقوانين المتعارف عليها داخل العشيرة”.
وفي سياق متصل، دارت اشتباكات مسلحة بين أبناء عائلتين في مدينة” الشدادي” بريف الحسكة نتيجة خلاف نشب بينهم على مولدة كهرباء، ما تسبب بسقوط قتيل ووقوع ثلاثة جرحى، نُقلوا إلى مشفى “الحسكة” لتلقي العلاج، بينما قام أهل الضحية بحرق المولدة وعدد من المنازل والمحال التجارية وسط توتر شديد تعيشه المدينة.
ويشار إلى ارتفاع كبير في معدل الجرائم المرتكبة بدافع الثأر أو الاقتتال العشائري في المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة “قسد” شمال شرق سوريا، ما نتج عنها عشرات من القتلى وتهجير مئات العائلات من منازلهم.