شن سلاح الجو الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، غارات جديدة على مواقع للنظام السوري والميليشيات المساندة له في محافظة القنيطرة جنوبي سوريا، في استهداف إسرائيلي هو الثالث من نوعه خلال شهر شباط/فبراير الجاري.
وذكر الباحث والأكاديمي “أحمد الحمادي” المهتم بتوثيق أخبار المنطقة الجنوبية لمنصة SY24، أن القصف الإسرائيلي طال موقعًا عسكريا في منطقة رويحينة تابع للواء 90 المستقل والتابع للفرقة السابعة.
وأشار إلى أن الموقع المستهدف تتمركز فيه قوى من ميليشيا “حزب الله” اللبناني، مبينا أنه موقع متقدم على خط التماس مع الجولان السوري المحتل.
من جهته، أقرّ النظام السوري وعلى لسان مصدر عسكري تابع له، بأن “العدو الإسرائيلي نفذ فجر اليوم عدواناً بعدد من الصواريخ أرض – أرض من اتجاه الجولان السوري المحتل، مستهدفاً بعض النقاط في محيط القنيطرة، ما أدى إلى وقوع بعض الخسائر المادية”.
وعقب هذا القصف الإسرائيلي الجديد، شن موالون للنظام هجوماً ساخراً ولاذعاً على وزير خارجيته المدعو “فيصل المقداد” الذي قال في تصريحات نقلتها ماكينات النظام الإعلامية، قبل يومين، أن “على إسرائيل ألا تختبر صبر سوريا، وأن النظام قادر على الرد في أي لحظة”، حسب تعبيره.
وقال ساخرون “أين المقداد من هذا القصف؟ نطالبه بإعطائنا كغ واحد من الصبر والصمود!!”، وأضاف آخرون غاضبون ” بعيدآ عن التندر والحسابات الإستراتيجية وما إلى ذلك من توصيفات . ولكن للأمانة أصبحنا محط سخرية الصديق قبل العدو .”، في حين زاد آخرون بالقول ” جاء هذا القصف بعد التصريح الناري لفيصل المقداد بعدم اختبار سوريا .وأن الرد السوري سوف يكون حاسما وفورياً”، إضافة للكثير من التعليقات الساخرة من “المقداد” وتصريحاته.
وكان الأمر اللافت للانتباه أيضاً، ما نشره الناشط السياسي “مصطفى النعيمي” على حسابه في “فيسبوك”، والذي توقع القصف الإسرائيلي على مواقع للنظام قبل ساعات من القصف الإسرائيلي الذي طال محافظة القنيطرة.
وحول ذلك أوضح “النعيمي” لمنصة SY24، أن “عملية التوقعات نوعا ما معقدة، فأحيانا يتم الاستعانة ببعض المعلومات التي تنشرها منصة SY24 حول تمركز الميليشيات واجتماعاتها وتغيير مواقعها أو إعادة انتشار في بعض المواقع، إضافة لمتابعة بعض المواقع التي تكتب باللغة العبرية، يضاف إلى ذلك متابعة المعلومات في مركز المنتدى العربي لتحليل السياسات الإيرانية حول وصول مقاتلي الحرس الثوري وعناصر الميليشيات إلى سوريا، ومن خلال متابعة ومقاطعة كل تلك المعلومات مع بعضها البعض يتم الوصول إلى توقعات بحدوث ضربة عسكرية إسرائيلية على موقع ما للنظام وميليشياته في سوريا”.
وقبل أيام، استهدف الجيش الإسرائيلي عدة مواقع للنظام السوري وميليشياته في جنوبي العاصمة دمشق بالصواريخ، الأمر الذي تسبب بحالة من الارتباك في صفوف الميليشيات الإيرانية بشكل خاص.
وذكر مراسلنا في دمشق، أن القصف الصاروخي استهدف أحد المواقع العسكرية الخاصة بالحرس الثوري الإيراني بالقرب من بلدة زاكية، ما أدى لاستنفار كبير بين قيادي الحرس الثوري في محيط العاصمة دمشق.
ومطلع الشهر الجاري ونهاية كانون الثاني الماضي، شنت إسرائيل هجومين على عدة مواقع في محيط وجنوبي دمشق، إضافة إلى القصف المتكرر منذ منتصف العام 2021 الماضي.
يذكر أن إسرائيل أعلنت في وقت سابق أن عملياتها ضد القوات الإيرانية لن تتوقف، قبل مغادرة الأخيرة الأراضي السورية.