عادت أخبار “الانتحار” لتتصدر واجهة الأحداث الحياتية اليومية في مناطق سيطرة النظام، وسط المخاوف من تزايد هذه الظاهرة نظرا للأزمات والظروف الاقتصادية والمعيشية المتردية.
ولم تكد تمضي عدة ساعات على حادثة مقتل أحد أصحاب معامل الأدوية في مدينة حلب، والذي رجّحت مصادر عدة أنه “أقدم على الانتحار”، حتى توالت الأنباء عن محاولة أحد الشبان “الانتحار” في حلب أيضا.
وحسب المصادر المحلية، فقد تم إنقاذ شاب في عقده الثاني من العمر، وهو من العاملين في فندق شيراتون، قبل أن يحاول الانتحار مستعيناً بسلك كهربائي و سُلّم.
وأضافت المصادر أن أحد موظفي الفندق شاهد الشاب الذي توجه لرمي نفسه من على سطح الفندق، مشيرة إلى أنه تمّ إنقاذه في اللحظات الأخيرة بعد التواصل مع الشرطة والإسعاف، حيث تم نقل الشاب إلى مشفى الرازي الحكومي وهو بحالة حرجة.
وأعرب عدد من القاطنين في مناطق سيطرة النظام عن قلقهم من الأحداث الدائرة في مدينة حلب، سواء على صعيد أخبار الانتحار أو على صعيد أخبار الضحايا الذين سقطوا قبل أيام بسبب حريق اندلع في إحدى المستشفيات داخل المدينة.
وأمس الأربعاء، لقي رجل ستيني في مدينة حلب مصرعه جراء تعرضه لطلق ناري، في حين رجّحت مصادر طبية أن الرجل أقدم على الانتحار.
وعبّر آخرون عن حزنهم على ما يجري من أحداث والتي يذهب ضحيتها الشباب بشكل خاص وقالوا “شبابنا تموت قهرا أو انتحاراً”.
وفي هذا الجانب قال الكاتب السياسي “بسام يوسف”، حسب ما تابعت منصة SY24، إن “الجريمة الفظيعة التي يرتكبها بشار الأسد وعصابته بحق من تبقى من شباب سوريا، لاتقل فظاعة عن جريمته عندما زج بهم في السجون أو قتلهم بدم بارد”.
وأضاف “كل شباب سوريا اليوم أمام خيارين لاثالث لهما إما حمل السلاح مرغمين للدفاع عنه وعن كرسيه، وإما الهجرة”.
وتابع “سوريا تنزف شبابها، تنزف خبراتها، وتنزف من هم أساس إعادة إعمارها، وإن بقيت الحالة كما هي اليوم بضعة سنوات فقط ستفقد سوريا كل شبابها”.
وبين الفترة والأخرى تطفو على السطح أخبار حوادث القتل والاختطاف إضافة للجريمة بكافة أنواعها، وذلك في عموم مناطق سيطرة النظام السوري.
وأواخر العام الماضي 2021، بيّن “زاهر حجو” مدير هيئة الطب الشرعي التابعة للنظام في دمشق، أن محافظة حلب تصدرت عدد حالات الانتحار بـ 19حالة، تلتها ريف دمشق بـ 17 حالة ، ثم 15 حالة في طرطوس، و13 حالة في اللاذقية، و14 حالة في دمشق ، و14 في حماة، و7 في حمص، و6 في السويداء ، و5 حالات في درعا.