طالبت “أسماء الأسد” زوجة رأس النظام السوري “بشار الأسد”، جميع الدول التدخل لإخراج الأطفال من داخل المخيمات في الشمال السوري والمنطقة الشرقية إلى مناطق آمنة، في تجاهل واضح لمأساة هؤلاء الأطفال التي تسبب بها النظام وحلفاؤه روسيا وإيران.
كلام “أسماء الأسد” جاء خلال استقبالها وفداً روسياً رفيع المستوى يضم السفير الروسي والملحق العسكري في السفارة الروسية بدمشق، إضافة إلى استقبالها “طفلة روسية جاءت لتشكر القوات الروسية على مشاركتها في الحرب دعماً للنظام السوري”.
وذكرت “أسماء الأسد”، أن “هناك أطفال عاشوا ويعيشون في المناطق التي تحتلها المجموعات المسلحة في سوريا، وفي مناطق مختلفة من العالم، وأطفالاً آخرين يعيشون في معسكراتٍ أو مخيماتٍ تحت سيطرة (الإرهابيين)، ويعانون أبشع أنواع الظُّلم والاستغلال بكل أشكاله وهذا ما لا يجب السماح باستمراره أبداً.
وطالبت “أسماء الأسد” جميع الدول الاضطلاع بمسؤولياتها تجاه هؤلاء الأطفال لإنقاذهم وإخراجهم من هذه المخيمات والمناطق غير الآمنة إلى مناطق أكثر أمناً، حسب زعمها.
وردّ عدد من القاطنين في مناطق النظام على زوجة رأس النظام بالقول “ما هو أول إجراء بالنسبة لأطفال الخيم؟، نتمنى على هذه الطفلة إجراء جولة في كل المناطق والمدن لتشاهد الحال المحزن للأطفال السوريين وحجم الحرمان والفقر الذي يعيشونه”، في حين ردّ أخرون “كم نتمنى أن تهتموا بأطفال سوريا كما الاهتمام الملحوظ بهذه الطفلة الروسية”.
وحول ذلك قال الناشط السياسي “مصطفى النعيمي” لمنصة SY24، “عن أي إنسانية تتحدث زوجة بشار وما زالت قوات النظام السوري والميليشيات الرديفة متعددة الجنسيات تستهدف المدن والبلدات الآهلة بالسكان لاسيما المخيمات المكتظة منها، والسوريون اليوم لم ينسوا صواريخ الحقد التي أمطرت بها مخيمات النازحين في بلدة قاح ومدينة سرمدا بريف إدلب الشمالي”.
وأضاف “أما بخصوص تأمين الاطفال السوريين فقبل قرابة الاسبوع أعلن النظام عن وفاة قرابة 50 مدنياً في سجونه ومن المؤكد بأن هؤلاء الذين قضوا في معتقلات النظام لديهم أطفال وزوج أسماء هو المتسبب بقتلهم”.
وتابع “لكن بالعودة إلى مطالبتها للدول بالوقوف إلى جانب أطفال سوريا، فما زال الشعب السوري يتذكر كيف قتل أطفال بلدة حاس بعد أن تجمعوا في باحة المدرسة، واليوم يؤسفنا كسوريين قبول المجتمع الدولي بوجود نظام ما زال يرتكب شتى أنواع الجرائم وبالأسلحة التقليدية والمحرم منها دوليا، وما زال المجتمع الدولي يعالج أعراض ما حصل في سوريا على مدار 11عاماً ويتغاضى عن تطبيق مقررات مجلس الأمن الدولي والقوانين التي أصدرها دون وضع جدول زمني لتطبيقها لحفظ ما تبقى من دماء السوريين”.
وزاد قائلا “كان الأخرى بأسماء ألا تصرح مطلقا وتساهم في عملية تنحي زوجها عن السلطة بدلا من دعمه من خلال هيمنتها على المشاريع الاقتصادية وتهجير الشعب السوري لا سيما التجار منه، وترك البلاد لميليشيا فيلق القدس الإيراني التي باتت المشغل الرئيسي لكل جرائم التهجير الديموغرافي في سوريا منذ 7 أعوام، ومازالت مشاريعها مستمرة في ظل عدم اتخاذ قرار دولي وحاسم ينهي الحالة الأسدية في السلطة وميليشياتها الولائية متعددة الجنسيات”.
وفي وقت سابق من العام 2020، زعمت “أسماء الأسد” خلال لقاء جمعها بالمفوضة الروسية لحقوق الأطفال “آنا كوزينتسوفا”، والوفد المرافق لها في دمشق، أن إعادة الأطفال السوريين من المخيمات إلى بلدهم هو أحد العناوين الأخلاقية والإنسانية الكبيرة ضمن العنوان الرئيسي المتعلق بـ “عودة اللاجئين” جميعًا، على حد زعمها.
وأثارت تلك التصريحات آنذاك، ردود فعل غاضبة من موالين وناشطين معارضين، إذ طالب الموالون “أسماء الأسد” بضرورة الاهتمام بالأطفال المشردين في شوارع مناطق سيطرة النظام السوري، في حين رد ناشطون آخرون عليها بالقول إنه “لا يحق لهذه المجرمة التكلم عن الأخلاق أو الإنسانية”.
وفي السياق ذاته، أشادت ماكينات النظام الإعلامية بزيارة الطفلة الروسية لقوات بلادها التي تشارك القتال إلى جانب النظام السوري ضد السوريين، وذكرت أن الجنود الروس يدافعون عن سوريا إلى جانب قوات النظام، استقبلوا ابنتهم القادمة برسائل الحب في بلد صديق حليف يشاركونه انتصاره ويدعمون تقدمه في الميدان والسياسة، متلقين رسالة أطفال بلادهم التي قرأتها الطفلة الروسية.