أعلنت واشنطن أن محاسبة رأس النظام السوري “بشار الأسد” قد بدأت، لافتة في الوقت ذاته إلى الانتهاكات التي ارتكبها بحق السوريين على مدار 11 عاما.
جاء ذلك في تغريدة نشرتها “سفارة الولايات المتحدة في دمشق” التابعة لوزارة الخارجية الأمريكية على حسابها في “فيسبوك”.
وذكرت الخارجية الأمريكية أن “بشار الأسد اعتقل وعذب وارتكب جرائم ضد السوريين على مدى 11 عامًا، لكن الإفلات من العقاب سينتهي”.
وأضافت “نسلط الضوء في هذا الشهر على كيفية سعي السوريين والمجتمع الدولي لمحاسبة الجناة على هذه الجرائم”.
ودعت الخارجية الأمريكية جميع السوريين إلى الانضمام إلى الحملة الإلكترونية التي أطلقتها على منصاتها الرسمية تحت وسم هاشتاغ “#شهر_المحاسبة“.
وأكدت الخارجية الأمريكية أن “واشنطن تلتزم بالسعي إلى محاسبة المسؤولين عن الفظائع في سوريا”.
وفي هذا الجانب، أكد متحدث في وزارة الخارجية الأمريكية في تصريح خاص لمنصة SY24، “التزامنا ثابت بتعزيز محاسبة المسؤولين عن الفظائع في سوريا وتحقيق العدالة للضحايا، وبدون المساءلة لن يشهد الشعب السوري أبدًا سلامًا مستقرًا وعادلًا ودائمًا”.
وزاد قائلا إن “الإفلات من العقاب أمر غير مقبول وسنواصل الضغط من أجل المساءلة عن الجرائم الأكثر خطورة، كما سنواصل دعمنا للدور الهام الذي تلعبه كلّ من لجنة التحقيق والآلية الدولية المحايدة والمستقلة. ونرّحب بالجهود المستمرة التي تبذلها المحاكم الوطنية للتحقيق في الجرائم ومقاضاة مرتكبيها في سوريا.”.
وتابع “تدعم الولايات المتحدة الجهود المبذولة لجعل أصوات ووجهات نظر الناجين ، بمن فيهم السجناء السياسيون السابقون وعائلاتهم محور المناقشات حول العدالة ومستقبل سوريا”.
وقال أيضا “يعتبر التنسيق والتعاون داخل الأمم المتحدة ومع المجتمع المدني السوري وكل الأطراف المعنية جزءًا لا يتجزأ من أي جهود لتوليد الزخم وإحراز تقدم في إطلاق سراح المحتجزين ، ووصول المنظمات غير الحكومية الدولية إلى مراكز الاحتجاز ، وتوفير المعلومات عن المفقودين”.
وختم بالقول “على المجتمع الدولي أن يواصل حث النظام على اتخاذ خطوات ملموسة لحماية حقوق الإنسان ، بما في ذلك الالتزام بسيادة القانون ووقف التعذيب والإعدام خارج نطاق القضاء والاختفاء القسري”.
وحول ذلك أيضا قال المستشار القانوني القاضي “خالد شهاب الدين” لمنصة SY24، إنه “بعد غزو الروس لأوكرانيا وتحرك أمريكا والاتحاد الأوروبي ضد هذا الغزو عادت القضية السورية إلى الواجهة بقوة، وعلمت هذه الأطراف وكافة الدول والجمعية العامة للأمم المتحدة أن سكوت العالم عن الجرائم التي ارتكبت في سوريا من قبل نظام بشار الأسد وروسيا وإيران دفع بوتين إلى التجرؤ لغزو أوكرانيا وغزو ما بعد أوكرانيا، سواء جورجيا أو تهديد فنلندا أو تهديد السويد في حال انضمت لحلف الناتو، وبالتالي ثبتت نظرية السوريين بأنه لا سلام من دون عدالة ولا سلام دون محاسبة المجرمين ومرتكبي جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية في سوريا”.
وأضاف أن “تحرك الأمريكان هو ضغط على الحليف الروسي لنظام بشار الأسد وهذا سينعكس على ملف القضية السورية، وتحريك هذا الملف له أبعاد سياسية قبل أن يكون له أبعاد قانونية ولكنه سيستند على البعد القانوني بالنسبة لأمريكا”.
وتابع أنه “يجب أن لا ننسى أن قانون قيصر اشترط بالمادة 301 لتعديل قانون العقوبات على النظام السوري هو محاسبة مرتكبي جرائم الحرب في سوريا وهذا لم يحصل، لأن محاسبة هؤلاء تعني محاسبة النظام الذي لن يقبل بمحاسبة نفسه”.
وأشار إلى أن “من بين جملة العقوبات التي تضغط بها أمريكا على روسيا هي محاسبة نظام بشار الأسد حليف الروس الأساسي”.
وتزامن إعلان الخارجية بخصوص “محاسبة الأسد”، مع بدء عقد لقاءات مع جهات سورية ومنظمات إنسانية ومنها فريق الدفاع المدني السوري “الخوذ البيضاء”.
وحسب الخارجية الأمريكية، فإن “نائب مساعد وزير الخارجية غولدريتش ناقش خلال لقائه مع رائد الصالح مدير الدفاع المدني، أمس الثلاثاء، العمل الحيوي الذي يقوم به الدفاع المدني السوري لإنقاذ الأرواح من خلال عمليات الإعداد والاستجابة والتعافي”.
وقبل أيام، أشار نائب الممثل الأمريكي لدى الأمم المتحدة “ريتشارد ميلز”، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بخصوص سوريا، إلى أن بلاده تؤكد مجدداً دعمها القوي لجهود المبعوث الخاص بيدرسن لدفع حل سياسي في سوريا وتنفيذ القرار 2254 بالكامل.