بدأت الميليشيات الإيرانية وعبر أذرعها المدنية المتمثلة بالمركز الثقافي الإيراني والمؤسسات والجمعيات “الخيرية” التابعة لها في مدينة ديرالزور، بدأت بافتتاح عدد من المشاريع والدورات الخاصة بالسيدات، وذلك في محاولة منها استهداف هولاء النسوة بغرض غرس عقيدتهم المتطرفة داخلهم.
حيث تعاني معظم نساء المدينة، وخصوصاً اللاتي فقدن أزواجهن خلال الحرب، من ظروفٍ اقتصادية صعبة، في ظل غلاء المعيشة وارتفاع أسعار جميع المواد الغذائية والسلع تجارية وإيجارات المنازل وغيرها، ما جعلهم هدفاً مباشراً لميليشيات طهران.
حيث أعلن المركز الثقافي الإيراني في مدينة ديرالزور عن إطلاقه دورات مجانية خاصة بسيدات المدينة من عمر 15 سنة إلى 50 سنة، لتعليمهم عدد من المهن مثل الحلاقة النسائية والخياطة والتمريض، وذلك داخل مقر المركز في حي القصور بالمدينة.
وتستمر هذه الدورات لمدة شهر تقريباً، يقوم بعدها مدير المركز الثقافي الإيراني بتوزيع شهادات خبرة على المتدربات، بالإضافة إلى جوائز مالية وهدايا عينية، ناهيك عن قيامهم بتوظيف بعض هؤلاء النسوة داخل المؤسسات والمراكز الطبية التي تشرف عليها الميليشيات الإيرانية في المدينة.
أهالي ديرالزور اعتبروا أن هذه الدورات تشكل خطراً جسيماً على المجتمع في المدينة، وذلك بسبب تعمد الميليشيات الإيرانية استغلال فقر هؤلاء النسوة وتوظيفهم داخل المؤسسات والجمعيات التابعة لها، مقابل راتب مالي ومعونة غذائية شهرية تقوم بتوزيعها لهم أسوةً بعناصر ميليشياتها المسلحة المحليين.
“أبو عدي”، من أهالي مدينة ديرالزور وأحد المعارضين للوجود الإيراني فيها، ذكر أن “المركز الثقافي الإيراني يشكل خطراً كبيراً على المجتمع أكثر من النظام السوري وبقية الميليشات التابعة له، كونه يستهدف العائلات وتقاليدها وطريقة الحياة التي اعتادوا أن يعيشونها داخل المدينة منذ مئات السنين”، على حد تعبيره.
وقال في حديثه لمنصة SY24:” الجميع يعلم أن الهدف من هذه الدورات هو نشر الفكر الشيعي لدى هؤلاء النسوة ليقوموا بعدها بغرسها لدى أطفالهم، وهكذا ستقوم طهران بإنشاء جيل متطرف جديد مشابه لفكرة أشبال الخلافة التي أنشأها تنظيم داعش سابقاً”.
وأضاف:” استغلال فقر هؤلاء النسوة وحاجتهم هي من أبشع الطرق التي تستخدمها إيران في نشر عقيدتها وفكرها لدى الأهالي، في المدن التي تحتلها في سورية ومن قبلها في العراق واليمن ولبنان، ولذلك طلبنا من جميع معارفنا عدم التسجيل بهذه الدورات والامتناع عن الذهاب لها، لما تشكله من خطر حقيقي على حياتهم وحياة أبنائهم في المستقبل”.
وفي سياق متصل، أعلنت قيادة شرطة مدينة ديرالزور عن نيتها فتح باب التطوع لعدد من السيدات في المدينة، لصالح قسم المعلومات والمرور وشرطة التموين وغيرها من الاختصاصات، على أن لا يتجاوز عمر المتقدمة 28 سنة، وتكون من حملة الشهادة الثانوية أو شهادة المعاهد المتوسطة.
وتشهد مدينة ديرالزور سباقاً محموماً بين كل من النظام السوري والميليشيات الإيرانية والقوات الروسية، لفرض سيطرتهم ونفوذهم داخل المدينة وفي الريف المحيط بها، وذلك عبر فتح باب التطوع لصالح هذه الميليشيات وإغراء الشباب بالمال والسلطة مستغلين الأوضاع الاقتصادية التي يعانون منها.
في الوقت الذي تعمل فيه المراكز الثقافية الإيرانية على استغلال الظروف المعيشية التي يعاني منها أطفال المدينة، عن طريق قيامها بنشاطات ترفيهية وإرسالهم في دورات مغلقة لصالح منظمة كشافة المهدي وغيرها من المنظمات التابعة لها، بغرض نشر فكرها الشيعي بينهم وتنفيذ مخططها التوسعي في المنطقة.