أفادت مصادرنا في المنطقة الجنوبية لسوريا، بعمليات تجنيد للشبان بدأتها روسيا لسوقهم للقتال إلى جانبها في حربها التي تشنها على أوكرانيا.
وأوضح مراسلنا، حسب ما كشفت مصادر خاصة له في المنطقة، أن روسيا بدأت عمليات التجنيد منذ حوالي أسبوع عبر الفيلق الخامس بقوام يقدر بحوالي 3000 مقاتل.
وأشار إلى أن هؤلاء المتطوعين يتم إخضاعهم لدورات تدريبية لمدة شهر، ومن ثم لتنفيذ مهمتهم في أوكرانيا المقدرة ب 6 أشهر.
وتمكنت منصة SY24 من الحصول على صورة خاصة لحافلة تقل عشرات المجندين على أوتوستراد دمشق درعا، وذلك أثناء نقلهم إلى قاعدة حميميم الروسية في محافظة اللاذقية، تمهيدًا لنقلهم عبر الطائرات الروسية إلى أوكرانيا، للمشاركة في القتال الدائر على أطراف العاصمة الأوكرانية.
ولفت مراسلنا الانتباه وحسب الرصد والمتابعة إلى أن ميليشيا “الدفاع الوطني” و”جمعية البستان” أو ما تعرف باسم “مؤسسة العرين الإنسانية” في درعا أيضاً، أطلقت حملات لتجنيد الشباب لمساندة روسيا في حربها على أوكرانيا.
وبلغ عدد المقاتلين حوالي 100 مقاتل تم نقلهم من محافظة درعا إلى قاعدة حميميم العسكرية الروسية في ريف محافظة اللاذقية، مطلع آذار/ مارس الماضي، حيث تم رصد آليات روسية برفقة باصات مدنية تقل الجنود للقاعدة العسكرية تمهيداً لنقلهم إلى أوكرانيا.
وفي السياق وتأكيداً لما تم رصده ونشره منصة SY24، أفادت “وول ستريت جورنال” الأمريكية، نقلاً عن مسؤولين أمريكيين بأن “روسيا تجند سوريين للقتال في أوكرانيا”.
وانتهجت روسيا خلال السنوات الماضية سياسة تجنيد تقضي بتجنيد مقاتلين سوريين من الداخل السوري (مناطق سيطرة النظام) لصالح المصالح الروسية خارج سوريا، برواتب شهرية تتراوح بين 1000 إلى 1500دولار.
وفي البداية جنّدت روسيا السوريين للقتال إلى جانبها في المعارك الدائرة على الأراضي السورية عبر تشكيلها ما يعرف بـ”الفيلق الخامس” الذي يتقاضى عناصره رواتب شهرية تقدر بـ 200 دولار، فأصبح حلم الجميع التطوع فيه في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تشهدها سوريا.
وبعد انتهائها من تجنيد المرتزقة لصالح “الفيلق الخامس” وميليشيات أخرى في سوريا كـ “فيلق القدس” المدعوم من روسيا وغيرها، بدأت روسيا تجند مقاتلين للعمل لصالحها خارج الحدود فمن روسيا إلى ليبيا خرج آلاف المقاتلين السوريين لحماية مصالح موسكو في ليبيا معظمهم من الساحل السوري ومحافظة السويداء، فيتم يتوزع البقية على محافظات حماة ودرعا وريف دمشق وحمص وحلب، ليأخذوا على عاتقهم مهمة حماية المنشآت النفطية والمدنية في ليبيا إلى جانب شركة “فاغنر الروسية”.
ومؤخراً وعلى خلفية اشتعال الحرب بين الروس وأوكرانيا وطول أمد المعركة بين الجانبيين على الأراضي الأوكرانية والدفاع الشرس من الجيش الأوكراني عن دولته، وتكبد الروس خسائر فادحة هناك، ودعوات الرئيس الأوكراني “فلاديمير زيلينسكي” لتشكيل فيلق للأجانب بات يضم أكثر من 16 ألف مقاتل.
بالمقابل بدأ الروس عمليات تجنيد في سوريا من السوريين لصالح القتال ضد الجيش الأوكراني في أوكرانيا، حيث تقتضي مهمة هؤلاء العناصر حراسة المنشآت المدنية والمواقع العسكرية الهامة التي دمرتها القوات الروسية.
وأمس الأحد، نقل مصدر مهتم بتوثيق أخبار انتهاكات النظام وروسيا وإيران في سوريا لمنصة SY24، شروط قبول “المتطوعين السوريين” من مناطق النظام السوري للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا وبرواتب مغرية بالدولار.
وقال الأكاديمي والباحث “أحمد الحمادي” بحسب ما وصل لمنصة SY24، إن “من شروط قبول المتطوعين السوريين لجانب روسيا في أوكرانيا: الخبرة القتالية العالية، وأن يكون المتطوع قد خدم في الميليشيات الروسية أو تدرب وخدم تحت إمرة ضباط الروس، وأن يكون ذو خبرة في حرب الشوارع”.
من جهته، أصدر أصدر الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” مرسوماً بزيادة تعويضات عائلات العسكريين الروس الذين قتلوا أثناء العمليات العسكرية في أوكرانيا وسوريا.
وينص المرسوم على دفع 5 ملايين روبل (47 ألف دولار) إضافية لعائلات ضحايا الجيش والحرس الوطني الروسي في العمليات العسكرية على أراضي جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين وأوكرانيا وسوريا، ليصل إجمالي قيمة التعويض إلى 7 ملايين و400 و21 ألف روبل.
وفي هذا الجانب قال الكاتب والناشط السياسي “مصطفى النعيمي” لمنصة SY24، إن “الرئيس الروسي اليوم بات مأزوماً وغير قادر على الانسحاب دون تحقيق كامل استراتيجيته في السيطرة على أوكرانيا ومن ثم إنشاء حكومة ذات تبعية لروسيا، وأضيف على ذلك بأن القطاعات العسكرية اليوم باتت تفقد للسيطرة في هجومها في الداخل الأوكراني وربما قد يكون فقدان التواصل لسببين الأول فقدان التواصل يبنى على الحرب السيبرانية التي تحقق رغبات الأطراف المتضررة من الغزو الروسي وإما لما بعد إقالة رئيس الأركان ومقتل الكثير من القيادات العسكرية الروسية وكان آخرها مقتل قائد الفرقة السابعة الروسية الجنرال “أندريه سوخوفيتسكي” قنصاً في أوكرانيا والذي شارك في الحملة العسكرية على سورية”.
وتابع أنه “نتيجة لتلقي الكثير من الضربات التي وجهها الجيش الأوكراني في محاولاته المستمرة صد الغزو الروسي والتعزيز المستمر بالدعم الأوروبي وعلى رأس أولويات الدعم المملكة المتحدة وما تقدمه حتى ما قبل إعلان الغزو الروسي، أما بالنسبة للحوافز المقدمة من قبل الحكومة الروسية يحمل في طياته دلالة خسائر كبيرة منيت فيها منذ إعلان البدء بالعمليات العسكرية حيث بلغ عدد قتلى الروس 11 الف مقاتل إضافة إلى إسقاط 44 طائرة حربية و47 طائرة مروحية قتالية إضافة إلى تدمير 285 دبابة و 1613 آلية عسكرية إضافة إلى خسارة 109 مدفع و4 طائرات مسيرة وقاربان قتاليان وتدمير 4 قواعد عسكرية روسية”.
وزاد قائلا “ربما تلك الحصيلة أجبرت الحكومة على البحث عن وسائل جديدة للتطوع في المؤسسة العسكرية لكن بالمقابل العقوبات الأمريكية ألقت بظلالها على الواقع الاقتصادي، ولربما قد تدفع ثمنها بشك مضاعف دون حاجة الولايات المتحدة في الانخراط المباشر في المعركة، والاكتفاء بالمملكة المتحدة في قيادة الاتحاد الأوروبي في إرسال السلاح وفقا لتطورات الزخم الروسي، وبما يتناسب مع إخراجه من إطار التأثير المباشر، وبالتالي الاستراتيجية الأمريكية تلتفت اليوم صوب الصين والتي تعتبرها معركة مصيرية، وذلك بعد ظهور الصين كقطب من الممكن ان ينافس الولايات المتحدة مستقبلا.
والسبت، أفادت صحيفة “غلوبال” التركية، أن رأس النظام السوري “بشار الأسد” يرسل الميليشيات والمرتزقة لدعم روسيا في حربها على أوكرانيا، وهو التأكيد لما يصل لمنصة SY24 من تفاصيل خاصة حول عمليات التجنيد تلك.
وكان رأس النظام السوري “بشار الأسد”، دعمه للحرب الروسية على أوكرانيا، زاعما أن أن هذه الحرب هي “تصحيحٌ للتاريخ وإعادةٌ للتوازن إلى العالم الذي فقده بعد تفكك الاتحاد السوفيتي”، ومدّعياً أن “روسيا لا تدافع عن نفسها فقط، وإنما عن العالم وعن مبادئ العدل والإنسانية”، حسب تعبيره.