أعادت المنظمات الدولية العاملة في مخيم الهول للنازحين شرقي سورية، عملية توزيع المساعدات الغذائية لقاطنيه بعد توقف استمر لأكثر من شهرين، بسبب الظروف الأمنية السيئة التي عاشها المخيم، والآثار السلبية التي خلفتها أحداث سجن الصناعة على المنطقة.
حيث باشر موظفوا المنظمات الدولية بتوزيع صناديق المعونات الغذائية على العائلات النازحة داخل المخيم، بمعدل صندوق واحد لكل عائلة مؤلفة من سبعة أفراد أو أقل، فيما حصلت العائلات المؤلفة من ثماني أفراد وأكثر على صندوقين من المساعدات.
وتحتوي صناديق المعونة التي يتم توزيعها في المخيم على عدد من عبوات الزيت، وبعض البقوليات وكميات من السكر والأرز وبعض أنواع المعلبات والمواد الغذائية، ناهيك عن توزيع بعض الألبسة الشتوية والأطعمة المخصصة للأطفال مثل زبدة الفول السوداني وغيرها.
مصادر محلية في المخيم أشارت إلى قيام عدد من العائلات بتبديل قسم من المعونات الغذائية المقدمة لهم، وخصوصاً عبوات الزيت والسكر والأرز، بأنواع أخرى من المواد الغذائية الرخيصة مثل البرغل والعدس وبعض أنواع البقوليات، في محاولة منهم توفير المال لشراء بعض المستلزمات الأخرى التي لا يتم توزيعها عبر المساعدات.
وأضافت المصادر أن بعض العائلات تعمل على تجميع عبوات الزيت والسكر، بغرض استبدالها في ساحة التبادل التجاري خارج الهول مع التجار القادمين من المناطق المجاورة للمخيم، وذلك بهدف الحصول على المواد التي يحتاجونها وبأسعار أرخص من أسعارها في السوق المحلية في المخيم.
في حين تضطر عدد من العائلات إلى بيع أكثر من نصف حصتها في السوق المحلية مقابل مبالغ مالية زهيدة، وذلك لتأمين الأموال اللازمة لشراء بعض أنواع الأدوية الضرورية لهم، والتي لا تتواجد بشكل دائم في العيادات المجانية التابعة للمنظمات الطبية العاملة في المخيم.
إذ يحتاج عدد كبير من مرضى السكر والضغط وأمراض القلب إلى استعمال دائم لبعض أنواع الأدوية، التي يتم إدخالها للمخيم بشكل نظامي عبر التجار القادمين لساحة التبادل الخارجي، أو بشكل غير نظامي عبر حراس المخيم و موظفي المنظمات الدولية العاملة في المخيم.
والجدير بالذكر أن مخيم الهول للنازحين يحتوي قرابة 57 ألف نسمة من النازحين السوريين والعراقيين وعائلات عناصر تنظيم داعش الاجانب برفقة أطفالهم، والذين يعانون ظروفاً صعبة في ظل افتقار المخيم لأدنى الخدمات الضرورية لهم، من مياه نظيفة وخيام وغيرها من الخدمات.
في الوقت الذي يعيش فيه المخيم أوضاعاً أمنية خطيرة، بسبب العمليات المسلحة التي تنفذها الخلايا المرتبطة بتنظيم داعش فيه، ضد عناصر حراسة المخيم وموظفي المنظمات الدولية، وأيضاً ضد المدنيين الذين يرفضون العمل بالقوانين التي وضعتها خلايا التنظيم داخل مخيم الهول للنازحين شرقي سورية.