تستمر الأصوات التي تتعالى من داخل مناطق النظام السوري بالتنديد من الواقع الاقتصادي والمعيشي المتردي، في ظل غياب أي حلول تلوح في الأفق لوقف معاناة القاطنين في هذه المناطق.
وفي هذا الصدد، وصف أحد الصحفيين ويدعى “صبري عيسى” الوضع في مناطق النظام بأنه أشبه بـ “الجحيم”.
وقال “عيسى” على حسابه في “فيسبوك”، حسب ما رصدت منصة SY24: ” هل تعرفون شكل الجحيم؟ أنا أقول لكم: الجحيم هو أن تغص بلقمة تأكلها، وأنت خائف أنك لن تستطيع الحصول على غيرها في اليوم التالي!”.
ونقل “عيسى” معاناة القاطنين في مناطق النظام بسبب القهر والحزن والعجز، واصفاً السوريين في هذه المناطق بأنهم “أحياء ولكنهم أشبه بالأموات”.
وقال “تحفل جدران المدينة وحوائط الفيسبوك كل يوم بعشرات النعوات تحمل أخبار الموتى، لكنني لم أجد نعوة لأكبر فقيد وهو الأمل الذي يموت كل يوم بدون طقوس العزاء المعتادة، ومقبرته تسكن قلوب الأحياء أمثالنا، ولا يبق لنا إلا الترحم على أرواحنا، لأننا أحياء أشبه بالموتى يعيشون بصمت وهم يعانون القهر والحزن والعجز، وأقول: عندما يموت الأمل لا يبق للحياة معنى”.
وأشار “عيسى” في الكثير من منشوراته إلى الواقع المأساوي للسوريين في مناطق النظام، في ظل استمرار انقطاع الكهرباء، وغلاء الأسعار وخاصة أسعار المواد اللازمة للتدفئة أو الطبخ.
وقال في أحد منشوراته، إنه عندما حاول البحث عن بديل لمادة “الغاز” اللازمة للطهي، وجد أن “بابو الكاز” هو البديل لكنه شعر بالصدمة عندما أخبره البائع أن سعره وصل إلى نحو 100 ألف ليرة سورية، وأن لتر الكاز في حال توافره يصل سعره إلى أكثر من 3000 ليرة سورية.
وختم منشوره بالقول “الكهرباء تصل متقطعة بمعدل ساعة وصل وخمس ساعات قطع لا تكفي لشحن اللابتوب والموبايل وبطارية الراوتر، وبطارية اللابتوب تنذرني بالنفاد، ولا يوجد بديل، وليس لدي ما أقوله صباح هذا اليوم سوى توجيه اللعنة على حكومة تعمل على تعذيب مواطنيها، ولا شيء آخر”.
https://www.facebook.com/sabri.issa/posts/4908879335814350
ومؤخراً، أكد عدد من القاطنين في مناطق النظام السوري، أن “الهجرة” إلى بلد آخر هو السبيل الوحيد للتخلص من تكاليف الحياة المعيشية التي ستشهد ازديادًا غير مسبوق مع حلول العام القادم 2022.
يشار إلى أنه في 27 أيلول/سبتمبر 2020، ذكرت مجلة “إيكونوميست” البريطانية في تقرير لها أن الوضع الإنساني في مناطق سيطرة النظام أصبح أسوأ مما كان عليه في ذروة الحرب الدائرة في سوريا، وأدت الحرب إلى إضعاف الاقتصاد.