من ساحة منطقة “معلولا” في القلمون الغربي، نقلت قناة الإخبارية السورية الموالية للنظام، بثاً مباشراً لبرنامج حواري صباح أمس الأربعاء، أثناء تساقط الثلوج على المنطقة، وفي درجات حرارة منخفضة، بهدف تجسيد صورة الصمود والتحدي لموظفي الإعلام السوري تحت عنوان “مهما اشتدت الظروف… السوريون يؤدون واجباتهم”.
أثارت هذه الحلقة من البرنامج موجة سخرية واسعة بين صفوف الموالين والإعلاميين أيضاً، الذين وجدوا أن الإعلام السوري تفوق على نفسه في المزاودة بالنفاق والكذب واستغباء الجمهور.
وحسب ما تابعته منصة SY24 نقلاً عن دكتورة الإعلام “نهلة العيسى” المعروف عنها دفاعها القوي عن النظام وسياساته قالت : إن “هذا البرنامج الحواري بالثلج ليس له علاقة بالمهنية ولا بخوزقة الأعداء”.
وأضافت في تعليقها أن البرنامج الحواري المصور خارج الاستديو تحت الثلج بدرجة حرارة تحت الصفر، لا يمكن السكوت عنه.
فهو حسب ما قالت حرفياً “ماله علاقة بالمهنية، ولا بالابتكار، ولا بتجويد الرؤية البصرية، ولا بالإنسانية، ولا برفع المعنويات، ولا بالصمود والتحدي، ولا بخوزقة الأعداء!!؟
ورأت أن هذه الصورة التي نقلها الإعلام لها دلالات عكسية فهي مسيئة ومهينة للإعلام، لأنه حسب قولها “هكذا ظهور يفترض أن يكون مجرد تقرير أخباري فقط، وليس له مبرر مهني سوى الضرورة والاضطرار لنقل أحداث جسام، كحرب، أو زلزال، أو بركان، أو حريق”.
وتابعت أن هكذا عرض يوتر المشاهدين ويصيبهم بما يسمى “إعياء المشاهدة”، ويحرف اهتمامهم عن الموضوع المعروض، نتيجة إحساسهم بالضيق والدهشة من حفلة التعذيب التي تجري أمام أنظارهم، والتي تنقل لهم كل معاني البؤس والقلة التي يعيشونها.
كما لفتها عنوان الشريط الإخباري الذي وصفته بـ “الساذج المثير للسخرية المرة ” الذي كان عبارة عن رسالة موجهة للخارج لإفهامهم معنى الصمود والتحدي.
وختمت قولها الموجه للإعلام السوري “موهيك الصمود، ولا هيك المجاكرة، ولا هيك الإعلام يا حبايبنا، ويستر عليكم طفوا نور الكهربا، وتاري طلع كتير مليح أنه مطفي”.
فيما علق عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي أن الضيوف كانوا بحالة يرثى لها، وأصواتهم ترتجف من البرد وأن لا أحد شاهد هذه البث “الإبداعي” بسبب انقطاع الكهرباء عن معظم المناطق في سوريا، بينما علق آخرون أن هذا الطرح الإعلامي يثير الاشمئزاز والسخرية و ليس له علاقة بالإعلام الحقيقي.
يذكر أنه بين الحين والآخر يتعرض الإعلام السوري لموجة انتقادات واسعة، بسبب سياساتهم التي تنم عن كذب ونفاق في التعاطي مع جميع القضايا، وعن قلة الخبرة في الإدارة الإعلامية، وهو أمر ليس جديد عليهم، بل معروف عنهم منذ تعاطيهم مع الثورة السورية واستغباء المشاهدين، حين وصفوا خروج الناس للتظاهر ضد النظام في حي الميدان أول الثورة، بأنهم فرحوا بسقوط المطر ويشكرون الله على ذلك.