ما علاقة أمن النظام بأزمة النقل في ديرالزور؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

يشهد قطاع النقل الداخلي داخل مدينة ديرالزور والريف المحيط بها أزمة كبيرة، بسبب سيطرة الأجهزة الأمنية والميليشيات المحلية التابعة لها على معظم حافلات النقل العامة منذ بداية الثورة، ما تسبب بانهيار هذا القطاع بشكل تام واضطرار المواطنين للاعتماد على حافلات النقل التابعة للقطاع الخاص أو على سيارات الأجرة الباهظة الثمن.

 

حيث تسيطر الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري وميليشيا الدفاع الوطني على عدد كبير من حافلات النقل الداخلي التابعة لمجلس محافظة ديرالزور، وأيضاً على حافلات جامعة الفرات ومديرية مياه وكهرباء ديرالزور، وتستعملها في نقل عناصرها والأسلحة والذخائر إلى مقراتهم العسكرية.

 

أزمة قطاع النقل الداخلي أجبرت عدد كبير من موظفي القطاع العام والخاص وطلاب المدارس والجامعات على السير مسافات طويلة للوصول إلى منازلهم، بسبب انعدام وسائل النقل العامة وقلة وسائل النقل الخاصة مع قيام أصحابها برفع تعرفة الركوب بشكل ذاتي دون العودة إلى مجلس البلدية.

 

وذكرت مديرية النقل في المدينة، أن عدد الحافلات التابعة لها والتي تعمل في مختلف الخطوط الداخلية يصل إلى عشر حافلات، في الوقت الذي تحدثت فيه عن وجود خمس منها في الصيانة، مشيرةً إلى أن عدد الحافلات التابعة للقطاع الخاص وصل إلى أكثر من 70 حافلة تعمل على 25 خط نقل داخل أحياء المدينة ومع الريف المحيط بها.

 

وأكدت مصادر خاصة داخل مديرية النقل في مدينة ديرالزور، لمنصة  SY24 أن المديرية تسلمت منذ فترة عدد من حافلات النقل الداخلي مقدمة من إحدى الدول الآسيوية، بغرض إدخالها في منظومة النقل داخل المدينة وتخفيف الأزمة التي يعاني منها هذا القطاع، مؤكدة وصول عدد الحافلات المسجلة ضمن الأوراق الرسمية في قطاع النقل الداخلي للمدينة إلى 20 حافلة.

 

المصادر ذاتها لفتت إلى أن الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري طلبت من المديرية عدم إدخال هذه الحافلات في الخدمة في الوقت الراهن، لحين عودة الحافلات التي استولت عليها سابقاً من مهمتها خارج المدينة، وذلك بغرض استبدالها حافلاتها القديمة بالجديدة وإعادة القديمة إلى قطاع النقل بعد أن أصبحت مهترئة.

 

في حين أشارت هذه المصادر إلى تضاعف كمية الفساد داخل مديرية النقل في المدينة، وقيام مسؤوليها بسرقة قطع الغيار المقدمة لهم وبيعها في السوق المحلية، ما تسبب بتعطل معظم الحافلات بشكل شبه دائم وتوقفها عن العمل، ما خلق أزمة نقل كبيرة ذهب ضحيتها عمال وموظفي القطاع العام وطلاب المدارس والجامعات.

 

“كوثر المحمد”، طالبة في كلية الزراعة في جامعة الفرات بدير الزور، أشارت إلى أنها تضطر وبشكل شبه يومي للسير قرابة 5 كم إلى منزلها في حي القصور بالمدينة في هذا الجو البارد، بسبب عدم توافر وسائل نقل خاص بطلاب الجامعة وعدم قدرتها على تحمل تكاليف الركوب في سيارة الأجرة بشكل يومي”.

 

وقالت الشابة في حديثها لمنصة SY24: “الأمن العسكري والمخابرات الجوية استولوا على معظم حافلات النقل العمومية القليلة أصلًا منذ بدء الثورة، والجميع كان يرى هؤلاء العناصر وهم يتنقلون بسهولة داخلها، أما فرع أمن الدولة فاستولى على حافلات جامعة الفرات التي تقع قرب مقره، وكل يوم تمر هذه الحافلات بجانبنا ونحن في طريقنا للعودة إلى بيوتنا”.

 

وأضافت أنه “أحد يملك القدرة على تحمل تكلفة الركوب في سيارات الأجرة إلا بعض أبناء الطبقة الثرية جداً أو أبناء مسؤولي النظام وغيرهم، اما المواطنون العاديون فإنهم يضطرون للمشي أو انتظار حافلات النقل فترات طويلة أو استعمال الدراجات الهوائية التي أصبحت الحل الوحيد لهذه المشكلة”.

 

وتضاف أزمة النقل في مدينة ديرالزور إلى بقية الأزمات التي يعاني منها المواطن، من انقطاع مستمر للتيار الكهربائي ومياه الشرب وانعدام المحروقات وغاز التدفئة، ناهيك عن الارتفاع الجنوني لأسعار المواد الغذائية والسلع التجارية، و تناقص تدريجي في فرص العمل وتدني الرواتب مقارنةً بارتفاع دخل الفرد اليومي، في المدينة الخاضعة لسيطرة قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية والمحلية التابعة له.

مقالات ذات صلة