هاجمت مجموعة تابعة لميليشيا فاطميون الأفغانية عدداً من رعاة الأغنام في بادية الرصافة جنوبي غرب مدينة الرقة، ما أدى إلى مقتل أربعة منهم وسرقة قطعان الماشية التي كانت بحوزتهم، على خلفية رفض الرعاة تقديم عدد من هذه الماشية لعناصر الميليشيات كنوع من الإتاوة للسماح لهم بالاستمرار في الرعي في المنطقة.
عمليات قتل رعاة الغنم في الجزء الخاضع لسيطرة النظام في محافظة الرقة ازدادت وتيرتها خلال الأشهر الماضية، وخصوصاً بعد إرسال ميليشيا الحرس الثوري الإيراني تعزيزات عسكرية مؤلفة من عناصر يتبعون إلى ميليشيا فاطميون الأفغانية، بغرض حماية المنطقة التي تتعرض بشكل مستمر لهجمات مسلحة من خلايا تنظيم داعش.
أهالي ريف الرقة الجنوبي اتهموا الميلشيات الإيرانية بالسعي لطردهم من مناطقهم وتغيير ديمغرافيتها عبر استيلائها على منازل المدنيين وأراضيهم الزراعية، وتوطين عائلات عراقية وأفغانية ينتمون للمذهب الشيعي فيها، بالإضافة إلى نشر التشيع في المنطقة عبر تجنيد عدد من أبنائها في صفوف هذه الميلشيات.
بينما يعمل النظام السوري عبر أذرعه الإعلامية، على اتهام تنظيم داعش بالوقوف خلف عمليات إعدام رعاة الاغنام وسرقة مواشيهم، في المناطق الخاضعة لسيطرته بريف الرقة ودير الزور وبادية حمص وحماة الشرقية، وذلك في محاولة منه نفي التهمة عن قواته والميليشيات الموالية له والتي تنشط بشكل كبير في المنطقة، وأيضا من أجل دفع الأهالي إلى التبليغ عن أي تحركات لخلايا التنظيم في بادية الرصافة ومنطقة السبخة بريف الرقة الجنوبي الغربي.
مصادر خاصة في المنطقة نفت علاقة تنظيم داعش بأي هجمات ضد رعاة الأغنام في أرياف ديرالزور والرقة القريبة من البادية السورية حيث ينشط التنظيم، مؤكدةً أن المليشيات الإيرانية هي المتهمة الوحيدة بهذه الجرائم، التي راح ضحيتها إلى الآن أكثر من 400 راعي وآلاف رؤوس الماشية التي قامت هذه المليشيات بقتلها أو سرقتها.
المصادر ذاتها أكدت لمنصة SY24 قيام ميليشيا فاطميون بزرع عبوات ناسفة وحقول ألغام في مناطق الرعي الخاصة بقطعان الماشية دون إخطارهم بذلك، بحجة حماية نفسها ومقراتها من هجمات تنظيم داعش، ما تسبب في مقتل عدد كبير من هؤلاء الرعاة من أبناء المنطقة بالإضافة إلى نفوق عددٍ هائل من رؤوس الماشية نتيجة انفجار هذه الألغام.
والجدير بالذكر أن الهجمات المسلحة التي تستهدف رعاة الاغنام في ريف الرقة وريف ديرالزور بدأت عقب انسحاب تنظيم داعش من هذه المناطق، ودخول قوات النظام السوري المدعوم من الميليشيات الإيرانية والروسية إليها، وفرض سيطرتهم عليها وارتكابهم جرائم بشعة بحق أبنائها.
وتعد مجزرة بلدة “المسرب” في ريف ديرالزور الغربي، والتي راح ضحيتها أكثر من 10 مدنيين من أبناء المنطقة، على يد مجموعة تابعة لمليشيا فاطميون الأفغانية والتي تتمركز على تلال المحيط بالبلدة، واحدة من أبشع الجرائم التي ارتكبتها هذه الميليشيات، إثر قيامها بإطلاق النار بواسطة المضادات الأرضية على رعاة الغنم ومن ثم تمثيلها بجثثهم وقطع أصابعهم ورؤوسهم، بالإضافة إلى قيامها بسرقة جميع قطعان المواشي الخاصة بهم، ونقلها إلى العراق عبر المعابر البرية التي تديرها بالتعاون مع بقية الميليشيات الإيرانية.