أعلنت مديرية أوقاف مدينة ديرالزور التابعة للنظام السوري عن انتهاء أعمال تأهيل وترميم جامع تكية الراوي في حي الشيخ يس وسط مدينة ديرالزور، مؤكدةً أن افتتاح الجامع سيكون في يوم الجمعة القادم الموافق لتاريخ 25 من الشهر الجاري، وذلك بدعم وتمويل كامل من المركز الثقافي الإيراني وعدد من الجمعيات والمؤسسات المرتبطة به.
عملية إعادة تأهيل جامع تكية الراوي وغيره من الجوامع والمساجد التي دمرها طيران النظام السوري سابقاَ، جاءت بأوامر مباشرة من قيادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، وذلك من أجل استعمال هذه المساجد لنشر الفكر الشيعي بين أبناء المدينة، وبمساعدة بعض أئمة وشيوخ الجوامع المحليين الذين يدينون بالولاء المطلق لطهران والنظام السوري.
مصادر خاصة داخل مدينة ديرالزور ذكرت لمنصة SY24، أن المركز الثقافي الإيراني رصد مبلغ 60 مليون ليرة سورية، من أجل إعادة تأهيل جامع تكية الراوي وعدد من الجوامع في أحياء الحميدية والعمال والمطار القديم، والتي تقطنها عائلات عناصر الميليشيات الإيرانية الأجانب من الجنسيات العراقية والأفغانية والإيرانية.
في حين أشارت المصادر ذاتها إلى قيام مؤسسة “البناء والجهاد” الإيرانية بتقديم كمية من مواد البناء التي استخدمت بإعادة تأهيل هذه الجوامع، مع إشراف عدد من مهندسيها على عمليات الترميم، بالإضافة إلى تبرع المؤسسة بعدد من المصاحف والكتب الدينية والأثاث الأساسي للجامع وبعض المستلزمات الأخرى.
بينما أكدت هذه المصادر على أن عملية إعادة التأهيل جاءت بغرض استعمال هذه الجوامع كمنبر للميليشيات الإيرانية لنشر التشيع بين أبناء المدينة، عن طريق افتتاح مدارس لتحفيظ القرآن وإعطاء الدروس الدينية، ودمج أبناء مقاتليها الأجانب مع أبناء المدينة بغرض تغيير ديمغرافيتها بالكامل، وتحويلها إلى ولاية إيرانية على غرار ما فعلت بعدد من مدن العراق واليمن ولبنان.
في الوقت الذي نوهت فيه هذه المصادر إلى إجبار مسؤولي المركز الثقافي الإيراني مديرية أوقاف المدينة على تعيين أئمة جوامع وموظفي المسجد من الأسماء التي يقترحها المركز، بالإضافة إلى قيامه بتعيين موظفي النظافة والمستخدمين الخاصين بالمسجد من أقارب عناصر ميليشياته، وأيضاً وضع غرفة حراسة صغيرة خلف المسجد ومقابل حديقة “المشتل” لمنع عمليات السرقة التي قد تتعرض لها تكية الراوي.
أهالي مدينة ديرالزور اعتبروا أن عملية إعادة إعمار تكية الراوي وعدد من جوامع ومساجد المدن جاءت لأسباب دينية بحتة، بغرض استعمالها من قبل النظام السوري والميليشيات الإيرانية على حد سواء من أجل السيطرة على أبناءهم من الناحية الدينية، ونشر الأفكار التي تتوافق مع سياسة النظام السوري الداخلية والخارجية وأفكار ومعتقدات الميلشيات الإيرانية.
وفي الوقت الذي تم فيه دفع مئات الملايين من أجل إعادة تأهيل الجوامع في أحياء لا تقطنها سوى عائلات عناصر الميليشيات الإيرانية والعراقية، ما تزال منازل المدنيين المدمرة في هذه الأحياء تنتظر منح أصحابها التراخيص اللازمة لإعادة إعمار وتأهيلها من أجل عودتهم إليها، بعد فرض حكومة النظام في المدينة عدة قوانين تحد من عمليات إعادة الإعمار أو تحصرها في المؤسسات التابعة لها او لطهران.