دفعت قوات النظام السوري بتعزيزات عسكرية ضخمة من مختلف جبهات ريف إدلب الشمالي وريف حلب باتجاه بادية الرصافة في ريف الرقة الغربي، وذلك من أجل تمشيط المنطقة بحثاً عن خلايا تنظيم داعش، التي زاد نشاطها خلال الأسابيع الماضية مكبدةً النظام وميليشياته خسائرَ فادحةً بالأرواح والعتاد.
وضمت التعزيزات التي استقدمتها قوات النظام قرابة 100 سيارة وآلية عسكرية مختلفة توزعت بين دبابات، وعرباتٍ مصفحة وسيارات دفع رباعي محملة بمضادات أرضية، بالإضافة إلى راجمات صواريخ وكاسحات ألغام وعدد من سيارات الإسعاف العسكرية، يرافقها أكثر من 800 عنصر تابع للفرقة 17 والفرقة 11 في قوات النظام.
في حين أرسلت ميلشيا الفيلق الخامس الموالية للقوات الروسية عدداً من آلياتها وعناصرها إلى نقاط التجمع التي حددتها سابقاً في بادية الرصافة، بغرض بدء عملية عسكرية لتمشيط المنطقة برفقة قوات النظام، وبتغطية جوية من الطيران المروحي الروسي.
مصادر عسكرية تابعة للنظام السوري تحدثت عن أهداف هذه العملية التي تشمل القضاء على خطر التنظيم وإبعاده عن حقول النفط وطرق إمداده، ناهيك عن تدمير الآليات العسكرية والدبابات التي يمتلكها التنظيم، والتي ظهرت في آخر إصدارات التنظيم المرئية في بادية ريف حمص أثناء الهجوم على إحدى ثكنات النظام العسكرية.
حيث نشرت المعرفات الاعلامية التابعة لتنظيم داعش “إصداراً مرئياً” ظهر فيه عناصر التنظيم وهم يستخدمون دبابات من نوع T55 الروسية، وعربات مصفحة من نوع BMP، بالإضافة إلى مدافع رشاشة ومضادات أرضية مثبتة على عربات دفع رباعي ومدفع مضاد للطائرات من نوع 57 ملم، وذلك أثناء هجوم شامل شنه مقاتلوا التنظيم على إحدى ثكنات النظام العسكرية في بادية حمص.
وفي سياق متصل، قامت الميلشيات الإيرانية الموالية للنظام السوري والمتواجدة في ريف الرقة الغربي والجنوبي، باستقدام تعزيزات عسكرية من ريف ديرالزور باتجاه بادية الرقة، مؤلفة من عدة عربات عسكرية وعدد من عناصرها المحليين، وذلك بغرض مساعدة النظام على تمشيط المنطقة بحثاً عن خلايا تنظيم داعش.
وبحسب مصادر محلية فإن تعزيزات الميليشيات الإيرانية اقتصرت على عدد من آليات الدفع الرباعي، وبضع عشرات من عناصر ميليشيا فاطميون وميليشيا حزب الله العراقية وميليشيا حركة النجباء، الذين تم سحبهم من النقاط المتقدمة لهم في بادية مدينتي الميادين والعشارة وبلدة القورية في ريف ديرالزور الشرقي، للمشاركة في حملة التمشيط المزمع إطلاقها في بادية الرصافة بداية الأسبوع القادم.
والجدير بالذكر أن تنظيم داعش قد يغير من استراتيجيته في شن الهجمات المسلحة ضد قوات النظام والميليشيات الموالية لها في البادية السورية، وعمد على تقليل عدد هذه الهجمات مع رفع حدتها، وخصوصا بعد استخدامه للآليات والسلاح الثقيل في شن بعض هجماته، التي كلفت قوات النظام وحلفائه خسائر فادحة في الأرواح والعتاد، ناهيك عن الخسائر المادية التي تكبدتها نتيجة إغلاق طرق توريد النفط القادمة من المناطق الشرقية إلى الداخل السوري.