تفيد الأنباء الواردة من داخل مخيم “الهول” بريف الحسكة شرقي سوريا، عن حالة غير مسبوقة من التوتر الأمني شهدها المخيم منذ ساعات الليلة الماضية.
وفي التفاصيل التي وصلت لمنصة SY24، ذكرت مصادر محلية متطابقة من أبناء الحسكة أن مواجهات بالأسلحة المتوسطة والخفيفة اندلعت بين قوات “قسد” المسيطرة على المخيم وبين خلايا تتبع لتنظيم “داعش”، ضمن القسم الرابع والخامس من المخيم.
وبيّنت المصادر أن تلك الأحداث أسفرت ليلاً عن مقتل أحد عناصر الخلايا التابعة لـ “داعش”، رافقها تحليق ملحوظ لطيران التحالف الدولي في سماء المخيم، وسط حالة من الذعر والخوف خيّمت على القاطنين هناك وخاصة الأطفال.
في حين أشارت مصادر ميدانية من المنطقة إلى ارتفاع عدد قتلى خلايا “داعش” إلى 3 أشخاص، إضافة إلى جرح 10 آخرين، جراء المواجهات بين الطرفين.
مصادر أخرى ذكرت أن قوات “قسد” نفذت حملة دهم واعتقالات داخل قطاعات المخيم بحثا عن خلايا “داعش”، لافتة إلى أن الحملة أسفرت عن اعتقال أطفال ونساء بالإضافة إلى حرق العديد من خيام النازحين، حسب تعبيرها.
وأضافت أن التوتر داخل المخيم ما يزال سيد الموقف، وسط الأنباء التي تتحدث أيضاً عن مقتل طفل بسبب إطلاق النار العشوائي من قوات “قسد” وخلايا “داعش”.
وحسب ما رصدت منصة SY24، فإن بعض المصادر المحلية تحدثت بأن قوات “قسد” تمكنت من “إلقاء القبض على شخص حاول تفجير نفسه في المخيم”.
وأوضحت أن “الاشتباكات اندلعت مساء أمس الإثنين في تمام الساعة التاسعة بتوقيت دمشق، عند محاولة عناصر من قوات قسد اعتقال سيدة أجنبية في المخيم في الفيز الثالث، ومن ثم تطورت الأمور لاشتباك مسلح بين ملثمين استهدفوا عناصر قسد، ولتعم الفوضى المخيم وسط اشتباكات بين الطرفين”.
ولفتت إلى أن “المخيم يعيش منذ سنوات فوضى متواصلة، وعمليات القتل باتت يومية في المخيم، وسط تنامي قوة خلايا التنظيم هناك، يقابلها تجاوزات متواصلة من قسد وفساد وعدم اكتراث بحياة الناس داخل المخيم”، مضيفة أنه “منذ عام بدأنا نرى مسدسات بكواتم صوت إضافة إلى عمليات قتل منظمة، بينما سابقاً كانت عمليات التصفية تتم عبر السكاكين والحرق”.
وذكرت أنه “خلال العام 2022 فقط شنت القوات الأمنية التابعة لقسد أكثر من 15 عملية مداهمة واعتقال في المخيم طالت تلك العمليات عددا من نساء التنظيم.”
ومطلع آذار الجاري، دارت اشتباكات متقطعة داخل مخيم الهول للنازحين بين مجموعة مسلحة يعتقد أنها تابعة لخلايا تنظيم داعش، وبين دورية تابعة للأمن الداخلي “الأسايش”، كانت تقوم بجولة استطلاعية في القطاع الأول بالقرب من البوابة الرئيسية للمخيم.
وذكرت مصادر محلية، أن إحدى دوريات “الأسايش” الراجلة تعرضت لإطلاق نار كثيف من مجموعة مسلحة، وذلك داخل القطاع الذي تسكنه عائلات عراقية بالقرب من البوابة الرئيسية مخيم الهول، ما تسبب بإصابة أحد العناصر إصابة خطرة تم نقله إلى خارج المخيم لتلقي العلاج.
يشار إلى أن معدل العمليات المسلحة والهجمات التي تنفذها الخلايا التابعة لتنظيم “داعش” داخل مخيم الهول قد ارتفع بشكل ملحوظ خلال الأشهر الماضية، وخصوصاً مع استخدام هذه الخلايا الأسلحة النارية في عملياتهم، الأمر الذي يعرض حياة آلاف النازحين للخطر.
يذكر أنه في 20 كانون الثاني/يناير الماضي، شن عناصر من تنظيم “داعش”، مساء الخميس، هجوم غير مسبوق على سجن “الصناعة” في حي “غويران” داخل مدينة الحسكة. ، في تطور أمني مفاجئ تصدر واجهة الأحداث لأسابيع.
وحسب مصادر خاصة لمنصة SY24 من قلب الحدث، تزامن الهجوم مع تنفيذ عناصر “داعش” المعتقلين داخل السجن “استعصاءًا”، الأمر الذي زاد من حدة التوتر الأمني في المنطقة التي يقع فيها السجن.
وفي وقت سابق من شباط الماضي، وبعد عودة الهدوء إلى سجن “الصناعة”، أعرب “مضر الأسعد” المتحدث باسم مجلس القبائل والعشائر السورية في حديثه لمنصة SY24: عن توقعاته بأن يشن تنظيم “داعش” هجومًا آخر، ولكن على سجن آخر غير سجن “الصناعة” في المنطقة الشرقية، حسب تعبيره.