أعلنت وزارة الخارجية الألمانية في بيان رسمي لها عن تسلمها 37 طفلاً وامرأة من عائلات عناصر تنظيم داعش المتواجدين في المخيمات التي تديرها “الإدارة الذاتية” شمال شرق سوريا، عقب زيارة قام بها مدير الشؤون الإقليمية بالوزارة مع عدد من المسؤولين وضباط الأمن إلى المنطقة، وبذلك تقترب ألمانيا من إجلاء جميع رعاياها المتواجدين في هذه المخيمات.
حيث سلمت دائرة العلاقات الخارجية في “الإدارة الذاتية” 27 طفلاً و 10 سيدات من عائلات عناصر تنظيم داعش الذين يحملون الجنسية الألمانية، إلى مسؤولين في وزارة الخارجية بموجب وثائق رسمية تم إخراجها لهم، لتقوم بنقلهم إلى إقليم كردستان العراق ومنه إلى مطار فرانكفورت في ألمانيا.
في حين أوضحت وزارة الخارجية الألمانية في بيانها، عن نيتها إخضاع النساء الذين تم إعادتهم إلى البلاد من مخيمات شمال شرق سوريا للتحقيق، مؤكدةً اعتقال 6 سيدات حال وصولهم إلى البلاد وايداعهم السجن بموجب مذكرات توقيف تم إخراجها بحقهم في وقت سابق، مشيرةً إلى وجود ثلاثة من هؤلاء السيدات يحملن جنسية مزدوجة.
وبهذه العملية بلغ مجمل من تم إعادتهم إلى ألمانيا من المخيمات التي تديرها “الإدارة الذاتية” شرقي سوريا وبشكل رسمي 91 شخص، منهم 22 سيدة و 69 طفلاً لا تتجاوز أعمارهم 14 سنة، في الوقت الذي يبقى فيه عدد كبير من عناصر تنظيم داعش من حملة الجنسية الألمانية محتجزين داخل السجون والمعتقلات الواقعة تحت سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، مع استمرار رفض الحكومة الألمانية استعادتهم أسوةً بعائلاتهم.
وتأتي هذه العملية بالتزامن مع زيارة قام بها وفد من الحكومة العراقية إلى مخيم الهول للنازحين شرقي سوريا، بغرض التفاوض مع “إدارة” المخيم لإجلاء العائلات العراقية وإعادتهم إلى البلاد في أقرب وقت، في ظل مخاوف محلية ودولية من تعرض هؤلاء العائلات لخطر التعذيب أو الاخفاء القسري، خصوصاً مع سيطرة الميليشيات الشيعية على معظم مفاصل الأجهزة الأمنية العراقية، وورود معلومات عن خطط لإعادة تغيير ديمغرافي لمناطقهم في وسط وشمال العراق.
وطالبت “الإدارة الذاتية”، الجهة المدنية التي تدير مناطق شمال شرق سوريا، جميع الدول الأوربية والعربية، والذين يملكون رعايا داخل مخيم الهول للنازحين والمخيمات التي تديرها في المنطقة، بالإسراع في إجلاء رعاياهم بأقرب وقت ممكن، أو تقديم مساعدات مالية ولوجستية لها لتتمكن من تحسين الظروف المعيشية لهؤلاء الرعايا ولبقية المحتجزين في هذه المخيمات.
ويتواجد في مخيم الهول للنازحين وبقية المخيمات التي تديرها “الإدارة الذاتية” قرابة 11 ألف شخص من نساء واطفال عناصر تنظيم داعش الأجانب، والذين يعيشون ظروفاً معيشيةً صعبة في ظل تدني مستوى الخدمات المقدمة لهم، وتحديدا الرعاية الصحية والخدمات الطبية والتي تسبب نقصها في وفاة قرابة 70 طفل في المخيم خلال العام الماضي، نتيجة سوء التغذية وتدني مستوى الرعاية الصحية المقدمة لهم، مع رفض إدارة المخيم إخراجهم منه لتلقي العلاج في المشافي المتواجدة بمدينة الحسكة.
ويعاني آلاف الأطفال والنساء داخل المخيم من ظروف أمنية صعبة في ظل تصاعد وتيرة العنف وارتفاع معدل جرائم القتل والاختطاف والتهديد من قبل خلايا تنظيم داعش المتواجدة في المخيم.