الفنانة التشكيلية السورية مروة أبو حطب ابنة غوطة دمشق الغربية، فنانة تصعد درجات النحت والفن التشكيلي بصبرٍ وأناة. تُعيد تشكيل الروح العميقة للإنسان السوري، تذهب إليه عبر صلصالها وألوانها ومخيلتها، تمزج الأشياء والأحاسيس فتمنح لنتاجها الإبداعي زمن الحضور ونبض الإحساس، ومروة من زمنين يتداخلان كتداخل الزرقة بمتسع الفضاء، تنهل من لجوئها القسري في النمسا لتدحر انكسارها الوطني.
الفن يرسم الزمن
سألنا الفنانة التشكيلية الشابة “مروة أبو حطب” عن تشكل الواقع في وعيها الفني فأجابت لـ SY24: “الفن بعيد كلّ البعد عن المواقف السياسية المباشرة، ولطالما كان الفن مرآة المجتمع، يروي ماضيه ويرسم مستقبله، أما الثورة فهي جزء من الحاضر الذي نلعب دوره من خلال التركيز على هموم الناس وحياتهم، الفنانون يلعبون دوراً في تأريخ اللحظات بطريقة جذابة أكثر”.
أمنحُ منحوتتي أحاسيس
وعن حضور الثقافة الإنسانية وعمقها في الفن التشكيلي لدى الفنان، تُجيب مروة أبو حطب: “النحت يمنح المادة أبعادها الثلاثة، وأنا يفتُنني البعد الثالث، يمكن للألوان أن تُعطي إيحاءً بهذا البعد من خلال تمازجها ومن خلال قواعد المنظور، لكن البعد الثالث في المنحوتة هو بعد حقيقي ومتجسد بشكلٍ آخر”.
وتضيف النحاتة مروة أبو حطب: “تسحرني مرحلة التكوين، مرحلة تجسيد الفكرة من خلال المواد، تلك المرحلة التي تتحول فيها المادة رويداً رويداً لأخذ شكلها النهائي، هي مرحلة لا يشهدها إلا الفنان أثناء العمل، وأنا تربطني هذه العلاقة بمنحوتاتي”.
وأضافت أبو حطب: “النحت يتيح شعوراً حقيقياً للمادة بالمعنى الحرفي وليس بالمعنى المجازي فحسب، – متجسداً بثنائيات الظل والنور – الفراغ والمادة – الفكرة والعمل – السكون والوقت، لهذا لكل مادة خاصيتها، وأحبّذ العمل على الصلصال فبنيته اللينة تتكيف مع معظم الحركات والأشكال”.
فضاء لوحتي يولد من فكرة
وسألنا الفنانة التشكيلية مروة عن كيفية تشكل فضاء اللوحة فأجابت: “فضاء اللوحة بالنسبة لي يتشكل من الفكرة، أرى عملي في هذه أقرب لما بعد الفن المفاهيمي، وأعمل ليس فقط مع اللوحات بل أستخدم وسائل تساعدني في التعبير عن إبداعي مثل (الفيديو – الجرافيك – التصوير الضوئي)، والفكرة الكامنة وراء الخطوط هي أمر أساسي لمعظم لوحاتي، وهي تحمل رسالة أو قصة عند الشروع في التكوين الفني دون إهمال أهمية التوازن وعناصر التكوين الأخرى فيها”.
وتوضح الفنانة مروة: “الانطباع لدى مشاهدي اللوحة بشكلها النهائي يختلف من شخصٍ إلى آخر، وهذا ما يعطي للفن سحره، فالتفاعل وتأثير الزمن بنا لحظة مرورنا كل هذا حين يلتقي بالعمل؛ هو من يعطي انطباعاً للألوان والخطوط والتكوين الفني ككل”.
يشار إلى أن الفنانة “مروة أبو حطب” من مواليد “أشرفية الوادي” في ريف دمشق، ولدت عام 1990 وتخرّجت من كلية الفنون الجميلية بدمشق عام 2012، وأقامت العديد من المعارض في النمسا، كما أنه يرعى فنها كبار أساتذة الفن في النمسا التي تقيم فيها وتتابع دراسة الماجستير في الدراسات العليا.