وصف فريق الدفاع المدني السوري، اليوم الأحد، الألغام ومخلفات الحرب غير المنفجرة بأنها “إرث قاتل يلاحق السوريين”.
جاء ذلك في تقرير موسع صادر عن “الخوذ البيضاء”، اطلعت منصة SY24 على نسخة منه.
وذكر الفريق أن أعداد كبيرة من الذخائر غير المنفجرة والألغام ما تزال موجودة بين منازل المدنيين، وفي الأراضي الزراعية وفي أماكن لعب الأطفال، ناجمة عن قصف ممنهج للنظام وروسيا استمر على مدى سنوات وما يزال حتى الآن.
وحذّر الفريق من أن هذه الألغام والذخائر ستبقى قابلة للانفجار لسنوات أو حتى لعقود قادمة، ومع وجود تلك الذخائر وانتشارها في جميع أنحاء سوريا، ستستمر الخسائر لفترة طويلة حتى في حال انتهاء الحرب.
وأشار التقرير إلى أن فرق الدفاع المدني استجابت خلال عام 2021 والربع الأول من عام 2022 لـ 20 انفجاراً لمخلفات الحرب خلفت 15 قتيلاً بينهم 8 أطفال، فيما أصيب 27 شخصاً، وتمثل هذه الأرقام الحوادث التي استجابت لها فرقنا فقط.
ولفت التقرير إلى أن مخلفات الحرب تنتشر بشكل كبير في جميع أنحاء شمال غربي سوريا، وتكثر في منطقة سهل الغاب وقرب مدينة جسر الشغور والمناطق الشرقية لمدينة إدلب (سرمين – بنش – تفتناز) وجنوب إدلب في جبل الزاوية، وريف حلب الغربي، ومنطقة الباب وعفرين في ريف حلب.
وأوضح التقرير أن جميع الذخائر غير المنفجرة بمختلف أنواعها خطرة، ولا تختلف نسبة الخطورة بين نوع أو آخر، لكن القنابل العنقودية بسبب استخدامها المكثف من قبل النظام وروسيا، وانخفاض نسبة انفجارها الفورية بعد وصولها إلى الأرض مقارنة بباقي أنواع الذخائر الأخرى وانتشارها الواسع بسبب طبيعة انفجار الحواضن التي تلقيها الطائرات أو التي تحملها الصواريخ، يمكننا القول إنها شكلت الأخطر الأكبر.
ومنتصف شباط الماضي، أعربت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، عن قلقها البالغ من الألغام المنتشرة في مناطق متفرقة في سوريا والتي يذهب ضحيتها مدنيون من بينهم أطفال.
وأشارت الشبكة الحقوقية إلى أن “الألغام تُشكل تهديداً كبيراً على السكان على مدى سنوات لاحقة، وبشكل خاص للأطفال”.
ونهاية العام الماضي 2021، نشر “مرصد الألغام الأرضية” (منظمة تتعقب الألغام الأرضية على مستوى العالم) تقريراً أكد فيه أن سوريا سجّلت الحصيلة الأعلى عام 2020 من ضحايا الألغام بـ2729 ضحية (قتلى ومصابين) من أصل 7073 قتلوا أو أصيبوا في العالم أجمع.