سلّط مصدر في مجموعة حقوقية مهتمة بقضايا اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، الضوء على معاناة “الطفل الفلسطيني”، لافتا إلى أن الظروف التي تعانيها مناطق النظام السوري انعكست بشكل سلبي كبير على هؤلاء الأطفال وأسرهم.
وأكد المصدر التابع لـ “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية” لمنصة SY24، أن الطفل الفلسطيني في سورية يعاني الأمرين في ظل ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة.
وأشار إلى أن أعداد كبيرة منهم ممن لم يتجاوزوا الخامسة عشر عاماً، اضطروا إلى ترك مدارسهم والانخراط في سوق العمل، مرجعاً الأسباب إمّا لغياب المعيل بسبب الاعتقال أو الوفاة أو جراء عدم كفاية دخل الأسرة.
وتابع أنه “أمام تلك الظروف القاسية أجبر المئات من أطفال اللاجئين على العمل بأعمال لا تتناسب مع أعمارهم وطبيعة أجسامهم الضعيفة، حيث يعملون بمهن صعبة كتحميل الكراتين الثقيلة أو جمع النفايات أو غسيل السيارات البناء أو الإكساء وبعض المهن الأخرى التي لا تناسبهم”.
ولفت إلى أن ذلك ينعكس عليهم بشكل سلبي من الناحية الاجتماعية والنفسية، كما يؤدي دخولهم المبكر إلى مجتمع الكبار إلى جنوحهم أكثر نحو الانحراف، حسب تعبيره.
وكانت وكالة الأونروا أكدت في وقت سابق على أن آلاف الأطفال الفلسطينيين تضرروا بشدة جراء الصدمات النفسية المرتبطة بالنزاع في سوريا، وأن عواقب تدهور الظروف المعيشية تنعكس بشكل ملحوظ على رفاهية آلاف الأطفال هناك، وتشير تقديرات الوكالة إلى أن 91 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين بسورية يعيشون في حالة فقر مدقع، حسب المجموعة الحقوقية.
وبيّن مصدرنا أنه “مع نزوح ما يقرب من 60 % من اللاجئين مرة واحدة على الأقل منذ بداية الأزمة، يعيش العديد من الأطفال حياتهم كلها دون إحساس بالأمان والأمن، لقد اضطر العديد منهم، بعد فرارهم من منازلهم مع عائلاتهم، إلى العيش في ملاجئ جماعية أو منازل متضررة أو مع أقاربهم في مساكن مكتظة”.
ويعيش في سوريا قرابة 438 ألف لاجئ فلسطيني، يشكل الأطفال منهم قرابة 36% ويعاني أكثر من 40% من التهجير الداخلي والنزوح عن بيوتهم، حسب المصدر ذاته.
وتعاني غالبية المخيمات التي يقطنها اللاجئون الفلسطينيون وغيرها من المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، من التهميش خاصة على صعيد الأمور المعيشية والخدمية، ليضاف إليها حالة التضييق الأمني.