في مخيمات الرقة.. كيف يقضي النازحون شهر رمضان؟

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

يعيش “رياض الأحمد” 56 عام، مع عائلته المكونة من 22 شخصا، في خيمة وضعها داخل إحدى المدارس المدمرة في مدينة الرقة، منذ أن غادر منزله في مدينة رأس العين شرق سوريا، قبل عامين.

ببحة ممزوجة بالغصة والحسرة، يقول “الأحمد”: إن “الفرق كبير بين صيام رمضان في الخيمة وبين صيامه في منزلي، يبقى منزلي أحن وأكثر روحانية لقضاء رمضان”.

ويضيف في حديث خاص مع مراسلنا، “رمضان هذه السنة مختلف بشكل كبير على الصعيد المادي والصعيد المعنوي، لا عمل لدي أقوم من خلاله بتأمين متطلبات العائلة، ثم أننا نفتقد أقاربنا كثيراً”.

يشعر “الأحمد” وعائلته بالوحدة بعد أن شردتهم الحرب، التي دفعت ملايين السوريين لمغادرة منازلهم باتجاه المناطق الأكثر آماناً.

و بحسب “الأحمد” فإن أعماله كانت كثيرة في الحقول التي تركها خلفه، أما اليوم فإنه يتدبر حاله بالأجرة التي يتقاضاها جراء قيامه بالأعمال اليومية المختلفة في الرقة، ومما زاد على وضعه السيء معنويا، تنمر بعض الناس عليه وعائلته ووصفهم “بالنازحين”، وهي الكلمة التي تصيبه في مقتل بحسب تعبيره.

وتابع قائلاً: “لم أكن أتوقع أن ينسى الناس اسمي ويستبدلونه بالنازح، كنا نملك الكثير وفقدنا كل شيء وعلى رأسها سقوف منازلنا التي كانت تجمعنا”.

آلاف الوافدين إلى مدينة الرقة، أجبرتهم ظروفهم على العيش في مخيمات عشوائية تنتشر بكثرة في محيط المدينة، وأشهرها مخيم “تل البيعة” العشوائي الذي يضم أكثر من 3000 نازح يعيشون ظروفاً صعبة، ومخيم “الحكومية” وأغلب قاطنيه من الذين هجرتهم قوات النظام من مدينتي حماة وحمص.

 

“صالح حميدان” 58 عام، نازح من مدينة حماة، يقطن وعائلته في خيمة صغيرة في مخيم “الحكومية”، يقول لمنصة SY24: إنه لا يستطيع أن يتعايش مع خيمته في شهر رمضان حيث مشاعر الحنين لمنزله في حماة يُلازمه طيلة الشهر، ويضيف “منذ خمس سنوات وأنا في الخيمة لكن لم أعتد على صيام رمضان فيها، الحنين يهبط علينا فجأةً مع حلول شهر رمضان”.

وتفتقد العائلات القاطنة في المخيمات، الكثير من الطقوس الرمضانية، وعلى رأسها الزيارات العائلية بعد الإفطار، وتبادل الطعام قبل الإفطار وصلاة التراويح في المساجد.

“الحاج قاسم” 77 عام، يُحاول أن يستجلب طقوس رمضانية كانت تُلازمه أيام سكنه في منزله في حمص قبل أن يتم تهجيره وعائلته وأحفاده، حيث يجمع الأطفال الصائمين بشكل يومي، ويقوم باللعب معهم لمساعدتهم في قضاء يومهم دونما الشعور بالجوع والعطش.

ويقول لمراسلنا: “كُنت ولا زلت أصنع ألعاباً من الخشب والقطن للأطفال، أحاول أن أصنع لهم مكاناً يلهون به، كما أساعدهم على تعلم القرآن الكريم وقراءته”.

مقالات ذات صلة