ذكرت مصادر محلية، أن لغما من مخلفات المعارك بين تنظيم داعش وجيش النظام، انفجر في بلدة المريعية المحاذية لمطار ديرالزور العسكري، ما أدى إلى مقتل سيدتين.
وأفادت المصادر بوقوع انفجار مماثل في بلدة الصالحية بريف ديرالزور الشمالي، أثناء عبور ثلاث سيدات من مناطق سيطرة “قسد” إلى مناطق سيطرة النظام، الأمر الذي بإصابة السيدات بجروح بليغة، حيث تم نقلهم بشكل فوري إلى نقطة طبية عسكرية تابعة لإحدى الميليشيات الإيرانية في بلدة “حطلة”، وذلك بحكم صلة القرابة التي تربط إحدى المصابات مع أحد قادة الميليشيا في البلدة.
بينما تحدثت مصادر محلية عن مقتل الطفل عواد العواد 4 سنوات وإصابة أخيه الأكبر بجروح بليغة أدت إلى بتر قدمه اليمنى، إثر انفجار مقذوف حربي من مخلفات المعارك التي شهدتها المنطقة، وذلك أثناء جمع الطفلان للخردة بالقرب من سوق المواشي في بلدة درنج بناحية ذيبان بريف ديرالزور الشرقي الذي تسيطر عليه “قوات سورية الديمقراطية”.
الحصيلة الأولية لضحايا الألغام والمقذوفات الحربية التي لم تنفجر في محافظة ديرالزور بشطريها الخاضع لسيطرة النظام والخاضع لسيطرة “قسد”، قد بلغت منذ بداية العام الجاري أكثر من 30 قتيل وعشرات الجرحى غالبيتهم من النساء والأطفال، إضافة إلى عن عدد كبير من حالات بتر الأطراف السفلية التي تعرضوا لها، في ظل الإهمال المتعمد للجهات التي تدير هذه المناطق.
إهمال قضية الألغام ومخلفات الحرب في ريف ديرالزور، دفع عشرات المدنيين للاعتماد على الخبرات التي يتمتع بها بعض الضباط والجنود المنشقين عن جيش النظام السوري في عملية إزالة هذه الألغام، مستخدمين أدوات ومعدات بدائية جداً ومقابل مبالغ مالية زهيدة مقارنةً بالخطر الكبير الذي قد يتعرضون له، وتحديدا بعد أن أودت هذه الألغام بحياة الكثيرين من خبراء نزعها في المنطقة.
يقول “عثمان المحمد”، الذي عمل سابقاً بنزع الألغام، إن “الألغام والعبوات الناسفة الموجودة في ريف ديرالزور تقسم إلى ثلاثة أقسام، يعد أبسطها هي القذائف والصواريخ التي لم تنفجر بسبب فسادها أو لأسباب أخرى، حيث يتم إزالتها بسهولة والتخلص منها بشكل فوري”.
وتابع الشاب حديثه لمنصة SY24، قائلاً: إن “الأخطر منها فتلك العبوات التي يتم زرعها على الطرقات العامة وبالقرب من التجمعات السكنية، بغرض إيقاع أكبر عدد ممكن من الخسائر، وتلك يكون تفكيكها سهل في حال تم العثور عليها فوراً، ويقف خلف هذه العبوات في الغالب تنظيم داعش أو الخلايا التخريبية التابعة للنظام السوري وميليشياته”.
وأضاف “أما الأخطر على الإطلاق فتلك العبوات الصغيرة التي تركها عناصر تنظيم داعش داخل المنازل السكنية، والمحال التجارية، والأراضي الزراعية في المناطق التي كان يسيطر عليها قبيل انسحابه منها، وبالذات في بلدة الباغوز ومخيمها بمناطق قسد، وفي أحياء الشيخ يس والحميدية والعرضي والحويقة داخل مدينة ديرالزور الخاضعة لسيطرة النظام”.
وأوضح أن “هذه العبوات تكون مربوطة بالغالب بأشياء تبدو ثمينة كالساعات وحاملات المفاتيح و الصناديق المزخرفة وغيرها من الأشياء التي تجذب الضحية، ليقوم بسحبها لتنفجر في وجهه مسببةً موته بشكل فوري، وأحيانا يتم ربط أكثر من عبوة بصاعق واحد لإيقاع أكبر عدد ممكن من الإصابات وتدمير المكان بشكل كلي”.
ووسط ارتفاع أعداد ضحايا الألغام ومخلفات الحرب التي لم تنفجر في محافظة ديرالزور، تزايدت الدعوات الأهلية إلى إزالة هذه الألغام بشكل فوري، أو وضع لافتات تحذيرية للمدنيين بوجودها في المناطق التي يعيشون فيها، لمنع الأطفال من الاقتراب منها وتعريض حياتهم للخطر، مشددين على ضرورة أن تقوم المنظمات الدولية المختصة بإزالة الألغام بدورها في المنطقة، وعدم الاعتماد على النظام السوري و”قسد” في هذا الشأن.