تفشّت ظاهرة انتشار “القمل” بين طلاب المدارس في معظم مناطق سيطرة النظام مؤخراً ، بشكل غير مسبوق وأصبحت محور أحاديث الأهالي وشكواهم المتداولة بشكل يومي، ووصلت إلى مناشدة المعنيين عبر نشر الشكاوى على مواقع التواصل الاجتماعي والإذاعات المحلية، علّها تلقى أذناً صاغية منهم، أوتجد حلاً لمعالجتها.
تعد ظاهرة تفشي “القمل” شائعة بين الأطفال لاسيما بين طلاب المدارس الابتدائية، بسبب الإهمال وعدم النظافة، إذ ينتشر إلى بقية أفراد الأسرة، عن طريق الاتصال المباشر بالرأس، وتنتشر بشكل كبير وسريع بين طلاب المدارس.
وكشفت مناشدات الأهالي في عدة محافظات أبرزها دمشق و اللاذقية عن الإهمال الحكومي للواقع الخدمي والصحي في المحافظات ولاسيما المدارس، وعلت أصوات الأهالي بضرورة الاهتمام بواقع النظافة، التي أدت إلى تفشي أمراض معدية كالقمل والجرب وغيرها.
في ذات السياق، أرجع عدد من المواطنين في حي القابون بمدينة دمشق سبب انتشار تلك الأمراض إلى قلة النظافة بسبب الإهمال الخدمي وشح المياه الواصلة إلى المنازل، وانقطاع التيار الكهرباء بشكل شبه كامل، عن معظم المناطق، إضافة إلى ارتفاع أسعار مواد التنظيف، ما ساهم في انتشار الأمراض الجلدية.
وحسب ما تابعت منصة SY24، فإن مديرة الصحة المدرسية في دمشق “هتون الطواشي” اعتبرت أن “انتشار القمل في المدارس ليس جديداً وهناك إصابات في جميع المحافظات، ولا توجد زيادة في عدد الإصابات عن السنوات الماضية وهي ضمن المعدلات الطبيعية”.
فيما كشفت وسائل إعلام محلية، عن انتشار القمل بشكل كبير في محافظة اللاذقية، ولاسيما بين طلاب المدارس، الذين نقلوا العدوى إلى اهاليهم أيضاً، دون القدرة على ضبط العدوى واتباع طرق العلاج السلمية بسبب قلة المياه وانقطاع الكهرباء وعدم القدرة على الاستحمام، بشكل مستمر، والاهتمام بالنظافة الشخصية.
وتعالت أصوات المواطنين مطالبة من الصحة المدرسية توفير بخاخات للقمل وعبوات شامبو خاصة به، بسبب عدم قدرة الأهالي على شراء مواد التنظيف.
فيما استنكرت مديرة الصحة المدرسية، أن تكون اللاذقية أكثر المحافظات انتشاراً للقمل، وقالت إن “محافظتي الرقة ودير الزور تسجّل معدلات أعلى منها، وجميعها ما يزال ضمن المعدّل الطبيعي للإصابة”.
وأضافت أنه خلال هذا الشهر تمّ تأمين 57 ألف بخاخ للقمل، وتخصيص 5 آلاف عبوة لمحافظة اللاذقية، تم توزيعها على المدارس، غير أن عدداً كبيراً من الأهالي والطلاب، لم يحصلوا على أي عبوة أو بخاخ، وذكروا ذلك خلال مناشدتهم اليومية للمعنين في إيجاد حل لظاهرة تفشي القمل.
يذكر أن مناطق سيطرة النظام، تشهد تردي كبير في الواقع الخدمي، في ظل إهمال حكومي متعمد لمطالب الأهالي بتوفير أبسط مقومات الحياة، كالمياه والكهرباء التي تكاد لاتصل إلى عدد كبير من المناطق بسبب نظام التقنين المعتمد، والذي يصل أحياناً إلى عشرين ساعة قطع متتالية ، ما أدى إلى حرمان عدد من المواطنين من الاستحمام والاهتمام بنظافتهم الشخصية وتفشي الأمراض.