طقوس العيد في الرقة.. بين تقاليد الماضي وآمال الحاضر

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

“سابقاً، كنا نشعر بسعادة حقيقية أيام العيد، كنا نحس بتلك اللحظات بصدق كبير، أما اليوم فنحاول أن نفرح ولو بالكذب”.

 

بلهجته البسيطة و بعفويته الكاملة عبّر الحاج “علوش محمد علوش” ،82 عاماً، عن “غصته” خلال أيام العيد التي عصفت بذاكرته معيدةً له ذكريات الزمن الجميل قبل أن تشهد المنطقة حروباً ومعارك وحتى مرارة التهجير.

 

الحاج “علوش” من حي رميلة في مدينة الرقة، تحدث الطقوس التي يتبعها أهالي الرقة في العيد  مشيراً إلى أن “إشعال النيران في المقبرة قبل شروق الشمس كان واحداً من هذه الطقوس التي اندثرت بشكل شبه كامل في المدينة، ظناً منهم بأنها ستُخبر الأموات بأنه يوم العيد”، على حد قوله.

وقال الحاج في حديثه لمنصة SY24: “هناك أيضاً طقسٌ آخر كنا نتبعه في العيد وهو سباق الخيل في ساعة مبكرة من صباح أول أيام العيد، مع استعداد مربي الخيل وتجهيزهم لها للسباق الكبير على مرأى من جميع أهالي الرقة، وهو الأمر الذي جعل هذه الرياضة تأخذ حيزاً كبيراً في قلوب أبناء المنطقة”.

 

وتابع:” الطقس الثالث هي استقبال الزوار من الأقارب والجيران والأصدقاء والتي تعد أهم الطقوس التي تزين العيد في مدينة الرقة، إلا أن هذا الطقس أصبح ناقصاً الآن بسبب غياب عدد كبير منهم بفعل الحرب التي شهدتها المنطقة، والتي تسببت بمقتل الكثيرين ونزوح البقية الى مناطق أخرى”.

 

حيث تعاني مدينة الرقة، الخاضعة الآن لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية”، من ويلات الحرب طوال السنوات الماضية، والتي تسببت بمقتل وفقدان وتشريد معظم أهالي المدينة إلى خارجها، ناهيك عن الظروف المعيشية السيئة التي يعاني منها معظم ساكنيها الآن، والتي تسببت بفقدانهم بهجة العيد والطقوس المتعلقة به.

 

“عبود الطحان”، موظف في إحدى المؤسسات التابعة للإدارة الذاتية بمدينة الرقة، يرى أن “رمزية العيد وفرحته تفوق كل الاعتبارات وحتى الحالة الإقتصادية المتردية التي تُلقي بظلالها على أهالي المدينة، مستعداً للقيام بكل طقوس العيد الاعتيادية من صلاة العيد، وزيارة الأهل وتوزيع العيديات على الأطفال الذين لا ذنب لهم بأن يعيشوا مايعيشه الكبار من التفكير بالحالة العامة”، على حد تعبيره.

 

وفي حديثه لمنصة SY24 قال:”لا زلت أتذكر يوم العيد الجميل الذي نطوف فيه على الجيران للحصول على السكاكر والحلويات وأخذ العيديات من أقاربنا، وأتمنى اليوم أن استكمل ما تربينا عليه”.

 

حيث تلعب الحالة الإقتصادية السيئة لأغلب سُكان الرقة دوراً كبيراً في إضفاء البهجة من عدمها لهم، فالعيد بالنسبة لهم سابقاً كان لتوزيع المال والطعام على المحتاجين، أما اليوم فالحالة الاقتصادية الصعبة التي يعاني منها معظم الأهالي، أخذت نصيبها من فرحتهم وسعادتهم وحتى من طقوسهم التي كانوا يمارسونها قديماً.

 

في حين يرى البعض أن عودة المُهجّرين إلى منازلهم وذويهم والإفراج عن المعتقلين من كل السجون هي أكبر أمنية يتمناها الأهالي في الرقة، ناهيك عن حلمهم بسقوط النظام السوري وحصول الشعب على حريتهم التي خرجوا من أجلها، وايضاً مع خروج جميع الميليشيات الأجنبية التي ساندت النظام في حربه على الشعب السوري.

مقالات ذات صلة