تقبع مناطق عدة في محافظة درعا، فوق حقل من مخلفات الحرب والألغام المتفجرة، التي تحصد بشكل مستمر ضحايا من المدنيين بغتة، دون أي جهود مبذولة من قبل الجهات الحكومية في الكشف عن أماكنها، أو تمشيط الأراضي التي يتوقع وجود ألغام فيها للحد من ضحاياها.
إذ لقي الشاب “عبدالله حسين المسالمة” مصرعه أمس الخميس، بانفجار لغم، في السهول المحيطة بـ “درعا البلد”، حسب ما أفاد به مراسلنا هناك، مشيراً أنه خلال شهر نيسان الجاري، وصل عدد ضحايا مخلفات الحرب حوالي ستة أشخاص، والعدد مرجح للزيادة بسبب انتشارها في معظم المناطق المأهولة بالسكان.
وفي التفاصيل التي نقلها مراسلنا في درعا، ذكر أن “مخلفات الحرب موجودة بكثرة في مساحات شاسعة من الأراضي، إذ طالب أصحابها من المحافظ والمسؤولين أن يكون هناك حملة تمشيط الأراضي، عن طريق استخدام أجهزة مخصصة للكشف عن المخلفات الحربية ولكن لم تلقَ طلباتهم أي تجاوب من المعنيين”.
فيما قام أصحاب المشاريع الدورية والموسمية، بدفع مبالغ مالية إلى فرق الهندسة ضمن كتائب الجيش القريبة منهم، كي يقوموا بتمشيط أراضيهم من المخلفات الحربية.
وقال المراسل إن “فرق الهندسة أخذت على الدونم الواحد مبلغ بقيمة 25000 ليرة سورية، مقابل الكشف عن أي شيء يخص المتفجرات، أما عامة الناس الذين لا يملكون الأموال لدفعها بقيت أراضيهم على وضعها، فيما قام عدد من الأهالي ممن لديهم خبرة بالبحث عن الألغام ومحاولة فكها دون الاستعانة بأحد.
وفي سياق آخر، وحسب ما رصدته منصة SY24 من أحداث يومية، قال المراسل: إن “مسلحين مجهولين استهدفوا المدعو فاروق الباشندي، بعدة طلقات نارية أدت إلى مقتله على الفور، وذلك في بلدة تل شهاب غرب درعا”.
مشيراً إلى أن، المدعو ينحدر من ذات البلدة، وقد عمل سابقاً في فصائل المعارضة السورية، ثم خضع لاتفاق التسوية وانضم إلى الفرقة الرابعة، كما أنه كان يعمل في تجارة وترويج المخدرات.
وفي ذات السياق، ألقى مسلحون مجهولون قنبلتين يدويتين، وأطلقوا عيارات نارية، باتجاه حاجز أمني يتبع للمخابرات الجوية، عند مدخل المخيم جنوب مدينة درعا، ما أدى إلى إصابة شاب مدني أثناء مروره قرب الحاجز، فيما قام عناصر الحاجز بالرد على مصدر إطلاق النار، وحدثت اشتباكات متقطعة ثم لاذ المسلحون بالفرار.
يستمر مسلسل القتل، وتتشابه الأيام في محافظة درعا، في تسجيل عمليات اغتيالات وخطف وقتل بشكل يومي، وحصد المزيد من ضحايا المخلفات الحربية، مع اختلاف الأشخاص الذين يتعرضون لتلك المحاولات، واختلاف المصير الذي يلقونه بين قتل فوري، وإصابات بجروح خطيرة، فيما يبقى الفاعل مجهولاً في جميع حالات الاغتيال.