هاجمت مجموعة مسلحة منزلاً في قرية “فنيجين” بمنطقة أبو خشب بريف ديرالزور الشمالي، يعود لرئيس مكتب العلاقات العامة في “قسد” سابقاً نوري الحميش، وذلك خلال إقامته مأدبة إفطار لعدد من أقاربه وجيرانه، وقامت بإطلاق النار بشكل عشوائي على الحضور ما تسبب بمقتل عدد كبير من الحاضرين من بينهم الحميش، وإصابة آخرين بجروح خطيرة نقلوا على إثرها لمشافي المنطقة لتلقي العلاج.
المعرفات الإعلامية التابعة لتنظيم داعش أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، وقالت إن “عناصر التنظيم هاجموا منزلاً يتبع لقيادي في قسد واشتبكوا مع عناصر الحراسة، ما أسفر عن مقتل القيادي مع مختار القرية، إضافةً إلى 5 من الحضور وإصابة 4 آخرين بجروح”، مشيرةً إلى “عودة عناصر التنظيم إلى مواقعهم سالمين دون تعرضهم إلى أي إصابة”.
الهجوم الأخير للتنظيم أثار حالة من الغضب في أوساط أهالي القرية في ظل الانفلات الأمني الكبير الذي تشهده مناطق سيطرة “قسد” مؤخراً، وبالذات مع إعلان داعش عن ما أسماها بـ”غزوة الثأر للشيخين” وتزايد وتيرة هجماته المسلحة في المنطقة، والتي ذهب ضحيتها أكثر من 20 شخص غالبيتهم من المدنيين منذ مطلع الأسبوع الجاري، في حصيلة تعد هي الأكبر هذا العام.
“حسين الجاسم”، من أهالي منطقة أبو خشب بريف ديرالزور الشمالي، تحدث عن “مساعي أبناء المنطقة لإقامة ما يشبه باللجان الشعبية لحماية الأهالي من الهجمات التي يشنها عناصر تنظيم داعش، وذلك بسبب عجز قسد عن توفير الحماية الضرورية لهم”، على حد قوله.
وقال الشاب في حديثه لمنصة SY24: “خلال أقل من أسبوع شهدت المنطقة عمليات مسلحة طالت عناصر قسد والموظفين العاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية والمدنيين الذين لا ينتمون لأي فصيل مسلح، وذلك لأن عناصر التنظيم باتوا يستهدفون الجميع دون تمييز فقط ليثبتوا أنهم مازالوا موجودين في المنطقة، وقادرين على زعزعة استقرارها”.
وأضاف أن “المنطقة باتت الآن على صفيح ساخن بعد أن أصبح الفلتان الأمني هاجس الجميع، وبالذات المدنيين الذين يعملون مجبرين بالمؤسسات التابعة للإدارة الذاتية لعدم توفر فرص عمل في المنطقة، الأمر الذي دفع عدد كبير منهم للتفكير بترك وظائفهم خوفاً من قيام عناصر داعش بتصفيتهم بتهمة التعامل مع قسد والتحالف الدولي”.
هذا، وتشهد معظم المدن والبلدات التي تقع تحت سيطرة “قسد” شرقي سوريا حالة غير مسبوقة من الانفلات الأمني، في ظل تزايد وتيرة العمليات التي تنفذها خلايا تنظيم داعش في المنطقة، إضافةً إلى ارتفاع معدلات جرائم القتل والسرقة تحت تهديد السلاح وخصوصاً في طريق الخرافي الرابط بين ريف ديرالزور الشمالي ومحافظة الحسكة، ناهيك عن تغلغل الخلايا التابعة للنظام السوري والميليشيات الإيرانية والتي تعمل على زيادة وتيرة العنف في المنطقة.