بعد أيام قليلة، واعتبارا من بداية شهر أيار المقبل، سيطبق برنامج الأغذية العالمي للأمم المتحدة، قراره بتقليص حجم السلة الغذائية المقدمة للمواطنين في شمال غرب سوريا.
إذ يقطن في الشمال السوري حوالي 4 ونصف مليون نسمة، عدد كبير منهم يعيشون في المخيمات بعد قصف منازلهم من قبل النظام السوري والميليشيات التابعة له، ونزوحهم من مدنهم وبلداتهم الأصلية باتجاه الشمال، بعد أن فقدوا أملاكهم وأعمالهم وباتوا يعيشون أوضاعاً معيشية صعبة في ظل التدهور الاقتصادي والمعيشي وتدني مستوى الدخل وارتفاع الأسعار.
وتعتمد شريحة كبيرة منهم، ولاسيما الأرامل والأيتام الذين فقدوا المعيل، على المساعدات الإنسانية المقدمة لهم في تأمين جزء من موادهم الغذائية، عن طريق استلام سلة شهرية تحتوي عينة من المواد الغذائية الأساسية كالزيت والسكر والبقول وغيرها من المواد.
“أم مهند” نازحة من ريف حلب، تقيم في مخيمات أطمة منذ عدة سنوات، فقدت زوجها وابنها البكر في قصف قوات النظام على منزلهم في ريف حلب، فيما نجت هي وأولادها الأربعة من موت محقق.
تقول لنا، “خسرنا المعيل بفقدان زوجي وابني، وهدم بيتي وبقيت وحيدة مع أربع أيتام، أعيش على المساعدات الشهرية، أتدبر أموري قدر المستطاع من محتوياتها، فلا قدرة لي على شراء المواد الغذائية، وخاصة أني لا أملك عملا أو مدخولاً مالية”.
“أم مهند” تمثل شريحة واسعة من الأهالي شمالي سوريا، يعانون من قلة فرص العمل وانتشار البطالة، وفقدان المعيل، في ظل ظروف معيشية متردية.
وعمد برنامج الغذاء العالمي سابقاً إلى أربعة تخفيضات في محتويات السلة الغذائية، وكان أخرها في أكتوبر من العام الماضي.
وحسب ما تابعت منصة SY24، فإن البرنامج ذكر في بيان له “إن السبب الكامن وراء تقليص كمية محتويات السلة الغذائية في شمال غربي سوريا، يعود إلى انعدام الأمن الغذائي لعدد كبير من السكان، الأكثر تأثرا بالظروف المعيشة الصعبة، وذلك حسب نتائج تقييم الأمن الغذائي لعام 2020”.
مشيراً إلى أن “الهدف من هذا التقليص في الكميات الغذائية، هو زيادة أعداد المستفيدين في ظل عدم وجود موارد كافية لتغطية جميع احتياجات الأسر المؤهلة، والتي تعاني انعدام في الأمن الغذائي”.
وفي التفاصيل التي وقفت عندها المنصة، تبين أن التقليص شمل كمية معينة من محتويات السلة الغذائية إذ ستحصل كل أسرة على 5 كغ برغل بدلا من 7.5 كغ، وعلى 5 كغ رز بدلاً من 7.5 كغ، بالإضافة تقليص كمية العدس الأحمر إلى إلى 5 كغ عدس أحمر بدلاً من 6.
ابتداءً من الشهر المقبل ستحصل “أم مهند” وغيرها الكثير من العائلات، على سلة غذائية بكمية أقل مما اعتادوا عليها في الأشهر السابقة، وسيكون عليهم تدبير أمورهم حسب المعطيات الجديدة من توفير وتدبير بحيث لا تحتاج لشراء كميات إضافية من المواد الغذائية.
