بصمة أنثوية تتركها أنامل فنانة تشكيلية في إدلب 

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

“استطاعت ريشتي أن تتنقل على جدران عدة في محافظة إدلب ، معبرة عن قضايا عاشها الشعب السوري، وأعادت لجدران المدينة المتهالكة الحياة الملونة التي تحكي قصة شعب ناضل من أجل الحرية والكرامة”، بهذه الكلمات عبرت الفنانة التشكيلية “سلام حامض” عن شغفها بالرسم والفن الغرافيتي في مقابلة خاصة مع منصة SY24. 

يعد الفن الغرافيتي أي “الرسم على الجدران” نوع من الفن القديم أيام الحضارة الفرعونية والإغريقية والرومانية، وتطور مع الوقت وأصبح ما يسمى اليوم بـ “الغرافيتي الحديث” يستخدم فيه بخاخات ومواد الدهان وأقلام التعليم وفراشي الرسم الخاصة ومواد أخرى للحصول على لوحة جدارية تروي أفكاراً وقضايا متنوعة.

للفنانة “سلام حامض” قصة مع فن الرسم، تحكيها لمراسلتنا، تقول : “موهبتي في الرسم بدأت منذ طفولتي واكتشفتها بالمرحلة الابتدائية، ثم لازمتني بكل مرحلة حتى أصبحت علاقتي فيها متينة جداً، وبدأت بتطويرها وتنميتها بجهد ذاتي، دون الخضوع لأي تعليم أو تدريب، إذ تعلمت من تجاربي ومن أخطائي ومازلت أتعلم إلى أن أصل إلى المستوى المنشود مستقبلاً”.

“سلام” ابنة مدينة جسر الشغور، مواليد 1991 تخصصت في الجامعة قسم علم اجتماع، ولكن لظروف معينة لم تكمل دراستها، فكان الرسم ملاذها ودأبت على تنمية موهبتها التي تطورت بشكل لافت. 

بالإضافة إلى الفن التشكيلي برعت “سلام” بالرسم الغرافيتي والكاريكاتير، وأسست مركز تدريبي للفنون وبناء القدرات في مدينة جسر الشغور.

تخبرنا أن “ما يعرف بفن الشارع، جذبها للتخصص به، بقصد الاتصال مباشرة مع العالم، ولفت الانتباه للقضايا التي يعيشها الشعب السوري، دون حواجز أو قيود لقدرته  الكبيرة على إيصال رسائل جمالية وثقافية وقوية وسلسلة للعالم أجمع، كما أنه يلاقي تفاعل كبير لقربه من الناس”.

تحدثنا عن أعمالها التي بدأت بقطف ثمارها في 2019 عندما أقامت معرض خاص بعنوان” قصة وطن” في مدينة جسر الشغور تضمن قرابة 50 لوحة من وحي الواقع، ومن هنا كانت الانطلاقة الأولى التي لاقت تشجيعاً ودعماً كبيراً من أهلها وأصدقائها.

تقول لنا : “أكثر الأشخاص دعماً وتشجيعاً لي هم أهلي وأصدقائي، وفريقي ريشة أمل منهم الفنان عزيز الاسمر، والفنان أنيس حمدون، كان لهما دور كبير في استمراري وخاصة بفن الغرافيتي”.

شاركت “سلام” بعدة معارض منها محلية ومنها عالمية وأهم مشاركتها في معرض أقيم في إيطاليا بجامعة  “تورينو” حيث كانت لوحتها من اللوحات التي نالت الفوز بهذا المعرض.

بالإضافة للمشاركة بفعاليات تقام بالمناطق المحررة منها فعالية مناهضة العنف ضد المرأة، وفعاليات تسلط الضوء على قضية المعتقلين، وأيضاً فعالية أقيمت للتذكير بمجازر الكيماوي في سوريا والعديد من الفعاليات الأخرى.

بالنسبة للصعوبات التي واجهتها تحدثنا قائلةً: “بداية كانت الصعوبات التي واجهتني صعوبة تأمين المواد اللازمة للرسم من أدوات وألوان خاصة بالفن”.

وأضافت أنها لم تواجهها أي عوائق أو مضايقات كونها أنثى اختصت بالرسم الغرافيتي، بل على العكس كانت تتلقى تشجيعاً وتفاعلاً من الناس وخاصة أن رسوماتها تحمل هم الشعب ومعاناته وآلامه، تقول :”كنت أنقل هذه الرسائل والصور عبر رسوماتي لذلك تلقى ترحيب كبير من قبل المجتمع رغم تحفظه”.

حمل الرسم الغرافيتي بصمة خاصة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، حين حولت أنقاض الأبنية المتهالكة إلى لوحات كبيرة تعبر عن قضايا الثورة والحرية.

للرسم على الجدران علاقة وثيقة بالثورة السورية، نشأت في أيامها الأولى عندما خط أطفال درعا عبارات الحرية والكرامة على جدران المدارس والشوارع، وسرعان ما تحولت إلى رسائل قوية ومباشرة تطالب بإسقاط النظام

مقالات ذات صلة