حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة من أن الوضع في سوريا “ينذر بالخطر”، داعياً المجتمع الدولي للتحرك وتقديم الدعم الفوري وغير المشروط.
وقال ديفيد بيزلي المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي، حسب ما تابعت منصة SY24، إنه “عندما نقول أن الوضع في سوريا ينذر بالخطر فإن هذا لا يعكس الواقع السيء، فالحقيقة المفجعة لملايين الأسر السورية هي أنهم لا يعرفون من أين تأتي وجبتهم التالية”.
وأضاف “يجب على المجتمع الدولي أن يدرك أن عدم اتخاذ إجراء فوري الآن سيؤدي حتمًا إلى مواجهة السوريين لمستقبل كارثي. إنهم يستحقون دعمنا الفوري وغير المشروط.”.
ويواجه حاليًا حوالي 12 مليون شخص في سوريا، أي أكثر من نصف عدد السكان، انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي. وهذا يزيد بنسبة 51٪ عن عام 2019، ويوجد 1.9 مليون آخرين معرضون لخطر الانزلاق إلى هاوية الجوع، وبعد أن أصبحت الوجبات الأساسية بمثابة رفاهية للملايين، أصبحت التغذية مشكلة خطيرة، حسب بيان لبرنامج الأغذية العالمي.
وتُظهر بيانات عام 2021 أن واحدًا من كل ثمانية أطفال في سوريا يعاني من التقزم بينما تظهر الأمهات الحوامل والمرضعات مستويات قياسية من الهزال الحاد. وتشير كلتا الحقيقتين إلى تداعيات صحية وخيمة ستظهر على الأجيال القادمة.
وذكر البيان، أن الأسر السورية التي ابتليت بالأزمات المستمرة لأكثر من عقد من الزمان استنفدت قدرتها على التكيف، وكإجراء يتخذ كملاذ أخير، يلجأ الناس إلى تبني تدابير قاسية، مثل عمالة الأطفال، والزواج المبكر والقسري، وإخراج الأطفال من المدرسة.
وحسب البيان، فإن الحرب في أوكرانيا قد وجهت ضربة جديدة لقدرة سوريا على توفير الغذاء لسكانها في الوقت الذي تكافح فيه البلاد للتعامل مع مستويات الجوع التي ارتفعت بمقدار النصف منذ عام 2019.
وفي وقت سابق من العام الجاري، قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إن الدمار الذي حلّ بسوريا منذ عام 2011 “لا مثيل له في التاريخ المعاصر”، داعيا المجتمع الدولي إلى تمويل برامج الإغاثة وضمان الوصول إلى جميع المحتاجين.
وتحدث غريفيث عن تداعيات الحرب الروسية على أوكرانيا، قائلا إن ما سبّبته من ارتفاع في أسعار الغذاء والطاقة عالميا سيكون له تأثير سلبي على المنطقة، بما في ذلك سوريا.