أعلن المجلس النرويجي للاجئين “NRC” العامل في مخيم الهول للنازحين شرقي سوريا إيقاف عمله مؤقتاً، عقب تعرض مقراته لعمليات سطو مسلح قامت بها مجموعة ملثمة في وضح النهار، عمدت من خلالها إلى سرقة بعض الممتلكات الشخصية للموظفين من هواتف وأجهزة كومبيوتر محمول وغيرها من الأدوات المكتبية تحت تهديد السلاح، وسط حالة من الخوف والرعب عاشها موظفو المنظمة.
حيث هددت إدارة المنظمة بإيقاف عملها في مخيم الهول للنازحين بشكل كامل والانسحاب منه، نتيجة الإنفلات الأمني الكبير الذي يعيشه المخيم خلال الآونة الأخيرة، وتزايد عدد عمليات القتل والسرقة والجرائم المرتبطة بتنظيم داعش، والتي تسببت خلال الأسبوعين الماضيين بمقتل أكثر من 20 شخص غالبيتهم قتلوا على يد التنظيم، بينما تشير أصابع الاتهام في الجرائم الأخرى إلى العصابات التي بدأت تنشط داخل المخيم خلال الأشهر الماضية.
مصادر خاصة تحدثت لمنصة SY24 عن تزايد معدلات عمليات القتل والسرقة والابتزاز داخل مخيم الهول للنازحين، والتي يقف خلفها عصابات محلية مؤلفة من عدة شبان من النازحين السوريين والعراقيين الذين لا تقل أعمارهم عن 16 سنة، والتي تقوم باستهداف الميسورين داخل المخيم، وموظفي المنظمات الدولية العاملة فيه، وأصحاب المحلات والأنشطة التجارية وبعض نساء تنظيم داعش الأجنبيات بغرض سرقتهم أو ابتزازهم.
وأوضحت هذه المصادر أن هذه العصابات كانت متواجدة داخل المخيم منذ أكثر من 3 سنوات، إلا أنها كانت تتستر بغطاء خلايا تنظيم داعش وتقوم بتنفيذ بعض العمليات باسمه، مستغلةً عدم وجود تواصل بين الخلايا التابعة للتنظيم في المخيم آنذاك، الأمر الذي أعطاها نوعاً من الحرية في التحرك داخل المخيم وتنفيذ عملياتها فيه.
في الوقت الذي تنشط فيه بعض هذه العصابات بتهريب نساء تنظيم داعش إلى خارج المخيم بالتعاون مع بعض أصحاب صهاريج نقل المياه وعناصر الحواجز العسكرية، مقابل مبالغ مالية طائلة تصل في بعض الأحيان إلى أكثر من 10 آلاف دولار للشخص الواحد، وهو ما دفع بإدارة الهول لتبديل ورديات الحراسة بشكل مستمر ومنع عناصرها من التعامل مع قاطني المخيم.
وفي سياق آخر، شنت قوات “الأسايش” حملة أمنية داخل قسم “المهاجرات” في مخيم الهول، وقامت بتوقيف عدد من النساء بتهمة التواصل مع عناصر التنظيم خارج المخيم، والتحضير لشن عمليات عسكرية ضد قواتها، على الرغم من عدم عثورها على أي أسلحة أو مواد ممنوعة أثناء عمليات التفتيش التي استهدفت أكثر من 30 خيمة.
وعاش مخيم الهول خلال الأسابيع التي تلت خطاب المتحدث الرسمي الجديد باسم تنظيم داعش المدعو “أبو عمر المهاجر”، والذي أطلق فيه ما أسماها بـ “غزوة الثأر للشيخين”، بالدلالة لمقتل زعيم التنظيم “أبو إبراهيم القرشي” والمتحدث باسمه “أبو حمزة المهاجر”، والذين قتلا بغارة جوية للتحالف الدولي، حيث نتج عن هذه العملية مقتل عدد كبير من عناصر “قسد” داخل المخيم عدد من المتعاونين معها، إضافةً إلى النساء اللاتي خالفن تعاليم التنظيم وأوامره، وموظفي المنظمات الدولية العاملة في الهول، لتضاف هذه العمليات لمجمل الجرائم التي ارتكبها التنظيم بحق المدنيين في المنطقة طوال السنوات الماضية.