ارتفعت حالات الإصابة بمرض “التهاب الكبد الوبائي” في مدينة درعا بشكل غير مسبوق، حيث وصلت عشرات الإصابات إلى كلا من مشفيي درعا الوطني والهلال الأحمر، الأسبوع الماضي، حسب ما أفاد به مراسلنا في المنطقة.
مؤكداً أنه تم تسجيل أول حالة إصابة في المدينة بداية نيسان الفائت، ثم تجاوز عدد الحالات المصابة 900 حالة، حتى مساء أمس الإثنين، والعدد مرشح للازدياد ما لم تحل المشكلة من قبل الجهات المعنية بشكل جذري وليس شكلياً كما حدث منتصف نيسان الماضي بداية ظهور المشكلة”.
فيما أكدت مصادر محلية من أبناء المنطقة لمراسلنا، أن الإصابات طالت معظم العائلات التي تقطن حي السبيل، إذ تم تسجيل أكثر من إصابتين بالمرض في العائلة الواحدة، وطالبوا بمعالجة هذا الوباء وحله بالسرعة القصوى قبل أن يتفشى ويصيب باقي أهالي أحياء المدينة.
وفي التفاصيل التي نقلها المراسل، أشار إلى أن “أسباب انتشار المرض، هو تلوث مياه الشرب بمياه الصرف الصحي التي تسربت منذ بداية شهر نيسان الفائت، بسبب قدم الأنابيب المستخدمة، وعدم صيانتها بالشكل المطلوب وإهمال المؤسسة العامة للمياه والصرف الصحي هذه القضية، رغم ورود عدة حالات شكوى لمعالجة الأمر قبل أن يتفاقم الوضع”.
وحسب ما رصدته منصة SY24، فإن مدير صحة درعا “أشرف برمو” قال إن “عدد الحالات التي تم فحصها بلغت 2070 حالة، تبين أنه يوجد منها 939 حالة مصابة بمرض التهاب الكبد الوبائي”، وهي نسبة مرتفعة جداً خلال فترة زمنية قصيرة.
وحذر الأطباء من المرض والعدوى التي تنتقل للشخص السليم من الشخص المصاب، حيث أنه عبارة عن التهاب كبدي حاد يصيب الإنسان نتيجة انتقال الفيروس إليه، من مصدر ملوث، وتظهر الأعراض الإصابة على الشخص المريض بين 14 إلى 60 يوماً.
وفي ذات السياق، روج إعلام النظام إلى أن مديرية الصحة والمياه تابعت المشكلة، بعد تسجيل عدة حالات إصابة، وظهور أعراض المرض على الأهالي في منطقة حي السبيل، إلا أن الفساد المتغلغل في معظم مؤسسات النظام الخدمية لاسيما مديرية المياه، كشفت عن عدم جدية السلطات المعنية في إصلاح الأعطال وإجراءات صيانة شاملة للخطوط المتهالكة التي أدت إلى تسرب المياه الملوثة وانتشار المرض بين الأهالي، واستمرار وجود حالات المرضى وارتفاعها بشكل يومي في الوقت الحالي، هو دليل واضح على عدم جدوى الصيانة التي قاموا بها أمام عدسة الكاميرات.
يذكر أن معظم الأهالي في المناطق سيطرة النظام يعانون من سوء الخدمات الأساسية، شح في وصول مياه الشرب النقية إلى المنازل، واعتماد عدد كبير منهم على شراء المياه من الصهاريج، وقد رصدت منصة SY24 من خلال تقاريرها السابقة حالات مشابهة في مناطق الساحل إذ أدت المياه الملوثة للإصابة عدد كبير من المدنيين بمرض التهاب الكبد الوبائي نتيجة تلوث مياه الشرب أيضاً.