تشهد أسواق اللحوم في العاصمة دمشق وريفها ارتفاعاً ملحوظاً، تزامناً مع موجة غلاء جديدة، طالت أسعار اللحوم الحمراء والفروج، الذي أصبح في قائمة المنسيات عند شريحة واسعة من الأهالي حسب رأي من التقيناهم.
يمر الخمسيني “أبو رائد البرزاوي” من أمام محلات بيع اللحوم في حي برزة، دون أن يتمكن من الدخول إلى المحل والشراء، بعد أن تقرأ عيناه لائحة الأسعار المتغيرة بين اليوم والآخر والتي باتت تنافس بورصة الذهب بالغلاء والارتفاع حسب رأيه.
يقول لنا :”شو بدو ياكل الفقير.. لان كلنا صرنا فقرا ماعاد نحسن نجيب وقية لحمة، أو فروج عالبيت”.
حال “البرزاوي” يمثل شريحة واسعة من الأهالي، حرمهم الوضع المعيشي السيء والغلاء الفاحش من أبسط مقومات العيش الكريم، وشراء أصناف اللحوم والفروج وبعض المواد الغذائية بسبب ذلك، والاقتصار على البقوليات والمواد الأساسية في تحضير وجبات الطعام.
فيما تنتظر “أم عباس” الحوالة المالية من ابنها كل شهر كي تشتري اللحوم وباقي الحاجات الأساسية، تقول لنا “الغلاء ليس طبيعياً، وكثيراً من العائلات تعيش على الحوالات من أولادها وأقاربها، أما الموظفين وذوات الدخل المحدود استغنوا عن اللحمة والفروج منذ زمن”.
إذ شهدت الأسواق مع بداية الأسبوع الحالي ، ارتفاعاً في أسعاره الفروج، ليكون الأكثر منذ شهر ونصف حسب ما رصده مراسلنا في دمشق.
وفي جولة على بعض المحال التجارية لبيع اللحوم والفروج في ريف دمشق، سجل كيلو الفروج قرابة 10 آلاف ليرة سورية، بينما وصل سعر كيلو الفخاد 14 ألف ليرة، و الدبوس 12.500، وكيلو الصدر شرحات 22 ألف ليرة سورية أي أن طبخة واحدة بالفروج مع طبق أرز تحتاج حوالي 40 ألف ليرة سورية لعائلة من أربعة أشخاص، وهو ما يعادل ثلث راتب موظف حكومي.
بينما حافظت اللحوم الحمراء على أسعارها خلال الفترة الماضية، إذ بلغ سعر كيلو لحم الخروف حوالي 37 ألف ليرة سورية، وسعر كيلو لحم العجل إلى 35 ألف ليرة سورية.
وفي ذات السياق يذكر أن مناطق سيطرة النظام تشهد غلاء فاحشاً في المواد الغذائية والسلع الأساسية، طال جميع المواد الغذائية ، إذ يتحدث إلينا عدد من الأهالي في مناطق متفرقة من دمشق وريفها واصفين الحال التي وصل إليها الناس بـ “الكارثية”، ولاسيما أنها لا تتناسب مع دخل المواطن الذي لا يكفيه مدخوله الشهري ثمن خبز وزيت ووقود تدفئة!. مع التخلي بشكل شبه كامل عن اللحوم والفواكه والتي باتت من الرفاهيات عند شريحة كبيرة من السوريين.