أغلقت الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام، حواجزها العسكرية الواقعة من الجهة الجنوبية لمدينة ديرالزور، وذلك عقب الاشتباكات التي دارت بين عناصر من الفرقة وعناصر من الحرس الجمهوري التابع، الأمر الذي تسبب بتعطل حركة مرور البضائع وشاحنات الخضار والسلع التجارية إلى المدينة.
ونقل مراسلنا عن مصادر خاصة، أن عناصر الفرقة الرابعة أغلقوا مدخل مدينة ديرالزور بالحاويات والمربعات الاسمنتية، وطالبوا الشاحنات والحافلات السفرية بالانتظار في العراء، على الرغم من اشتداد وتيرة الاشتباكات بينها وبين الحرس الجمهوري، إضافةً إلى منعها إحدى السيارات التي تقل مريضاً من مغادرة المدينة باتجاه دمشق، بالتزامن مع اقتراب العاصفة الرملية التي حذر منها خبراء الطقس في المدينة”.
وأكدت المصادر لمنصة SY24، أن السبب الرئيسي وراء الاشتباكات بين الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري يعود إلى محاولة الأخيرة نصب حاجز عسكري خاص بها قبل الحاجز الذي تتمركز فيه الفرقة الرابعة عند دوار “البانوراما”، وهو ما أثار حفيظة عناصر “الرابعة” وطالبوا الحرس الجمهوري بالانسحاب من المنطقة بشكل فوري.
وأوضحت مصادرنا، أن السبب وراء محاولة الحرس الجمهوري نصب حاجز عسكري لها يعود لطردها في وقت سابق من قبل الفرقة الرابعة من حاجز “البانوراما”، ومنعها من تحصيل أي إتاوات مالية من الشاحنات والبضائع التي تدخل المدينة، ومنعهم أيضاً من نصب أي حواجز عسكرية منفردة في المدينة أو الريف دون إشراك الفرقة الرابعة والميليشيات الإيرانية والروسية المتواجدة في المنطقة فيها.
في حين قام رئيس مفرزة الحراسة بحاجز الفرقة الرابعة عند مدخل مدينة ديرالزور النقيب “أبو علاء”، بإصدار أوامر لعناصر الحاجز بإطلاق النار باتجاه عناصر الحرس الجمهوري بشكل مباشر، ما دفع الأخير للرد على مصادر النيران، حيث حدثت اشتباكات أصيب فيها عدد من عناصر الطرفين تم نقلهم إلى المشفى العسكري بالمدينة لتلقي العلاج.
الخلافات والاشتباكات بين الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة ليست الأولى في المدينة، وبالذات عقب تسلط الأخيرة على جميع القطاعات العسكرية والأجهزة الأمنية المتواجدة في المنطقة، وازدياد نفوذها بشكل ملحوظ، بعد تعيين العميد “جمال محمود يونس” رئيساً مؤقتاً للجنة الأمنية والعسكرية، والذي يكن الولاء المطلق لقيادة الفرقة الرابعة التي يقودها شقيق رأس النظام السوري “ماهر الأسد”.
حيث بدأ الخلاف بين الطرفين عقب اتهام الحرس الجمهوري لقيادة الفرقة الرابعة باغتيال المجرم “عصام زهر الدين” قائد الحرس الجمهوري في المدينة، والذي قتل خلال المعارك التي خاضها الحرس ضد تنظيم داعش في منطقة حويجة صكر بمدينة ديرالزور، ما تسبب بازدياد نفوذ الفرقة الرابعة على حساب الحرس الجمهوري الذي لم يعد يسيطر إلا على حاجزين صغيرين عند مدخل قريتي “بقرص وسعلو” بريف ديرالزور الشرقي، وبالاشتراك مع ميليشيا حزب الله العراقية وميليشيا أبو الفضل العباس العراقية ايضاً.
وتعد الخلافات على تحصيل الإتاوات بين مختلف الفرق العسكرية التابعة لقوات النظام السوري وأيضاً بين الميليشيات الإيرانية والمحلية والروسية هي أس الصراع بين هذه الأطراف، للسيطرة على النقاط والحواجز العسكرية المهمة والاستراتيجية وخاصةً عند مداخل المدن والبلدات الكبيرة والطرق المؤدية إليها، بالإضافة إلى محاولة الجميع السيطرة على نقاط وطرق تهريب البضائع من والى مناطق سيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” على الضفة المقابلة لنهر الفرات.
يشار إلى أن الميليشيات الإيرانية تنفرد بالسيطرة على جميع المعابر البرية غير الشرعية بين سوريا والعراق، والتي تستخدمها في نقل البضائع المهربة والمخدرات والأسلحة من العراق إلى سوريا، بالإضافة إلى قيامها بنقل بعض المواد التجارية والمواشي من سوريا لبيعها في العراق بأسعار مرتفعة، إضافة لعملها في تهريب البشر وعائلات عناصر تنظيم داعش الأجانب التي تتقاضى مقابل نقلهم آلاف الدولارات.