دقت مصادر طبية في مناطق النظام السوري ناقوس الخطر، منذرة من أن بعض الاختصاصات تواجه “خطر الزوال”.
وفي التفاصيل التي تابعتها منصة SY24، أقرّ النظام وعلى لسان نقابة أطباء ريف دمشق التابعة له، بأن بعض الاختصاصات الطبية في سوريا تواجه خطر الزوال “بسبب استمرار هجرة الكوادر إلى الخارج”.
وأشارت النقابة إلى أن “اختصاصات مثل الطب الشرعي وجراحة الأوعية والكلية والتخدير قد تزول في المستقبل القريب من سوريا”، لافتة إلى أنها قد “تلجأ في حال وصولها لهذه النقطة لاستقطاب أطباء اختصاصيين من الخارج”.
وذكرت أن “عدداً كبيراً من خريجي الطب يغادرون سوريا بهدف متابعة الاختصاص أو العمل، حتى أن بعضاً منهم يتجهون لدول غير آمنة كاليمن والصومال وغيرها بحثاً عن فرص عمل”.
ولفتت إلى أن لديها 2428 طبيب مسجل يضاف إليهم 499 طبيب مغترب، أي ما يمثل خمسة أطباء بالمحافظة.
وأشارت إلى أنه في كامل محافظة (ريف دمشق) لا يوجد سوى طبيب جراحة أوعية، بينما المحافظة تحتاج بالحد الأدنى إلى 10-12 طبيباً ضمن هذا الاختصاص.
وبيّنت أنه لا يوجد في المحافظة أي جرّاح صدرية، كما أن اختصاص التخدير يواجه نقصاً حاداً، مضيفة أنه منذ خمس سنوات لم يدخل طبيب مقيم باختصاص التخدير إلى محافظة ريف دمشق، كذلك تقدم فقط 6 أطباء على مستوى سوريا لامتحان البورد باختصاص التخدير، بينما النسبة يجب أن تكون 40-50 حتى يرمم النقص الحاد.
وأدت الهجرة خلال السنوات الماضية إلى تقليص عدد الأطباء في جميع الاختصاصات، غير أن العجز الأكبر كان من نصيب أطباء التخدير.
وذكرت مصادر طبية لوسائل الإعلام المحلية، أن “أقل من 500 طبيب تخدير في عموم سوريا، غالبيتهم في سن التقاعد، في حين بلغ عدد الأطباء دون سن الثلاثين 3 أطباء فقط.
ويعاني اختصاص طب التخدير في سوريا، عجزاً واضحاً جعل مسؤولين في حكومة النظام، يدقون ناقوس الخطر حول النقص الحاصل في عدد الأطباء، وزادت هجرة الكفاءات خارج سوريا من أزمة شح اختصاصي التخدير، في ظل الواقع الصحي المتدهور، وتدني مستوى الدخل، الذي أجبر آلاف الأطباء على مغادرة البلاد على مدى السنوات العشر الماضية.
ونهاية العام 2020، كشفت الإعلامية الموالية للنظام والتي تنحدر من القرداحة وتدعى “فاطمة علي سلمان”، حسب ما نشرت منصة SY24، عن الأسباب التي تدفع الأطباء للفرار من مناطق سيطرة النظام، وبشهادة الأطباء أنفسهم، مشيرة إلى التقارير الكيدية التي تصل للأفرع الأمنية والتي تتسبب بفقدان هؤلاء الأطباء.
وأواخر العام نفسه، كشف نقيب أطباء سوريا التابع للنظام، عن سفر عدد من الأطباء السوريين إلى الصومال، هربا من الظروف الاقتصادية والمعيشية التي تعاني منها المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.