أجبرت الحرب الدائرة في سوريا، طيلة السنوات الماضية، المرأة السورية على الانخراط في مهن وأعمال شاقة، لم تكن تعمل بها من قبل، في سبيل تأمين لقمة عيشها، ولاسيما بعد أن حصدت الحرب آلاف الرجال والمعيلين لأسرهم، وأصبحت المرأة هي المسؤولة الوحيدة عن أسرتها وأطفالها.
يزداد الوضع سوءاً في مناطق الشمال السوري، حيث ترتفع نسبة البطالة، وينخفض مستوى الدخل، وسط موجة غلاء فاحش شملت جميع المواد والسلع الأساسية ونواحي الحياة الآخرى.
رصدت عدسة مراسلنا “أيهم البيوش” في شارع سبع بحرات في مدينة إدلب، صورة لسيدة تفترش أحد الأرصفة، اعتادت بيع علب المحارم بشكل يومي عليها، وقد غلبها النعاس والتعب، بعد يوم عمل طويل، جعلها تستسلم للنوم على كرسيها الذي يرافقها بشكل دائم في عملها، وذلك لتأمين قوت أطفالها بعيداً عن التسول وسؤال الناس.
دخلت المرأة السورية شتى المجالات لكسب رزقها، وتأمين مصروف عائلتها، ولم تمنعها ظروف العمل القاسية من الخوض في أي عمل كريم مهما بلغت مشقته، إذ تراها تعمل في البيع بالأسواق، وفي مواسم الحصاد، وفي الورش الصغيرة، والحرف اليدوية وصنع المونة المنزلية، وغيرها من الأعمال التي تعينها في تأمين متطلباتها رغم قلة المردود.
في غمار ذلك، أثبتت السيدة السورية من خلال تحديها ظروف الحياة الصعبة، نجاحها وقدرتها على التحدي والعمل في أكثر الظروف صعوبة ومشقة.