من داخل منزلها.. سيدة مهجرة تحول شغفها في صنع الحلويات إلى فرصة عمل ناجحة 

Facebook
WhatsApp
Telegram

خاص - SY24

لم تمنع سنوات التهجير والغربة التي طوت من عمر السيدة الثلاثينية “هدى” من مزاولة مهنتها التي برعت بها من داخل منزلها في مدينة إدلب، وهي صنع الحلويات الغربية والشرقية ومختلف أصناف الكاتو بشكل ميزها عن المنتجات الموجودة في السوق من ناحية المذاق الأصيل والنكهة الشامية المميزة.

طوت عائلة “هدى” سبع سنوات بعيداً عن مدينتها “جوبر” في دمشق، منذ أن غادرت منزلها عام 2014 وهجرت إلى الشمال السوري، وبدأت مرحلة جديدة من التأسيس لحياة غير مستقرة حسب قولها.

وحاولت أن تستغل مهارتها في صنع الحلويات الغربية والشرقية، وتحضير الكاتو، في تأسيس عمل بسيط، يأمن لها مورداً ماديا ً، لمساعدة عائلتها في تأمين متطلبات الحياة، بعدما تعلمت فنون صنع الحلويات أثناء وجودها في الأردن قبل 2011، غير أن التهجير منعها من فتح مشروعها الخاص في دمشق إلى حين قدومها إدلب قبل سنوات.

تقول في حديثها إلينا، واصفة الجهد الذي بذلته في إتقان مهنة أحبتها ودأبت في تطوير نفسها بتعليم المزيد من فنونها واكتساب خبرات إضافية : “أطور خبراتي بشكل دائم، من خلال الدورات التعليمية التي أحضرها في مجال صنع الحلويات، وأجرب ما أتعلمه ، وأضيف إليه من خبرتي للحصول على مذاق مميز يرضي كافة الزبائن الذواقة”.

داخل مطبخ منزلها الصغير، حولت “هدى” جزءاً منه إلى ورشة متواضعة، تحوي أدوات العمل، وفرناً خاصة بالحلويات، وزاوية مخصصة للمواد الأولية، كـ الطحين والسمن والسكر والشوكولا، وقوالب المعمول، وعلب اللف والتغليف وغيرها من المواد التي تستخدمها بشكل يومي في تحضير الحلويات وإيصالها للزبائن.

لم تتمكن هدى من توسيع عملها بافتتاح ورشة عمل خاصة بها كما تحب، بسبب ضعف وضعها المادي إذ تحتاج ورشة العمل إلى مبالغ عالية، ليس بمقدورها تحمل تكاليفها كما أخبرتنا، لذا تعتمد على عملها داخل المنزل وعلى التسويق لمنتجاتها عن طريق المعارف والأصدقاء، وعن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.

إذ تكثر الطلبات والتواصي على الحلويات قبيل موسم الأعياد بعشر الأيام، حيث تتلقى الطلبات من زبائنها الذين كسبت ثقتهم، ومن الزبائن الآخرين الذين يفضلون الصنع اليدوي على المنتجات الجاهزة في السوق، فيما تعتمد بالايام العادية على تحضير الكاتو الحلويات الباردة في المناسبات الخاصة وحفلات النجاح.

“هدى” واحدة من مئات السيدات السوريات اللواتي تحدين واقع الحرب والتهجير والأوضاع الاقتصادية المتردية في المنطقة، استطاعت من خلال مهنة أتقنتها أن تؤمن دخلاً مادياً يعين أسرتها وأطفالها في تأمين مصروفهم، بأبسط المواد المتوفرة بين يديها، ولم تركن إلى البقاء دون عمل ولا سيما أنها لم تكمل تعليمها الجامعي بسبب الحرب التي حدثت.

لتثبت المرأة السورية أنها قادرة على الإبداع بأبسط المجالات وأعقدها بأن واحد، وتحلت بالعزم والإرادة لتحقيق هدفها في النجاح وتحدي الظروف التي فرضت عليها سواء خلال سنوات الحرب أو في الغربة بعد التهجير.

مقالات ذات صلة